للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَنارٍ قَد خَضأتُ بُعَيدَ وَهْنٍ … بِدَارٍ لا أُريدُ بِها مَقَامَا

سِوَى تَحلِيلِ راحِلَةٍ وَعَيْنٍ … أكالِئُها مَخافَةَ أن تَنَامَا

خَضَأْتُ النَّارَ: حَرَّكتُها وسَعَّرتُها، والعودُ الذي يحرَّكُ به مِخضَأ فإذا لم يُهْمَز فهو مِخْضَاء على مِفْعَال. جَاءَ بَعْدَ هَدءٍ من اللَّيلِ، وهدأةٍ منه أي بَعد ما [هدأ الناسُ أي: سَكنوا] (١)، وجاءَ بعد وهنٍ من اللَّيلِ أي بعدما وَهَنَت


= ثم قال: وقد رُويت قصيدةٌ أُخرى على حرفِ الحاءِ فيها هذا البيت: وهي لِجَدَع بن سنان الغَسَّاني:
نَزلتُ بشعبِ وادي الجنّ لمّا … رأيتُ اللَّيلَ قد نَشَرَ الجَنَاحَا
أتيتُهمَ وللأقدارِ حتمٌ … تلاقي المرء صبحا أو رواحَا
أتيتُهم غريبًا مستَضِيفًا … داو أقتلى إذا فعلوا جناحَا
أتوا ناري فقلتُ: منون أنتم؟ … فقالوا: الجنّ قلت: عموا صباحَا
أتوني سافرين فقلت أهلًا … رأيت وجوههم وُسمًا صِبَاحَا
نحرت لهم وقلت: ألا هَلُمُوا … كلوا مما طهيت لكم سَماحَا
أتاني ناشرٌ وبنوا أبيه … وقد جنّ الدّجا والنجم لاحَا
فنازعني الزّجاجة بعد وهنٍ … مزجتُ لهم بها عَسَلًا ورَاحا
وجَادلني أمورًا سوف تأتي … أهزّ لها الصوارم والرّماحَا
سأمضي للذي قالوا بعزم … ولا أبغي لذلكم مراحَا
أخاف الظن فيه من أساةٍ … بكل النّاسِ قد لاقى نَجَاحَا
وقد تَأتي إلى المرءِ المنايا … بأخوافِ المنى سودًا صراحَا
سيبقى حكمُ هذا الدّهرِ يومًا … ويَهلكُ آخرينَ به ذَباحَا
قال: وهذه القصيدةُ بتمامِها مذكورةٌ في كتاب "سد مأرب" مع حكاية طويلة زعموا أنّها جرت له مع الجنّ، وهي من أكاذيب العرب. وهذه القصيدة ذكرها على هذا الوضع أبو محمّد بن السيد البطليوسي ٥٢١ هـ في كتابه "الحُلل في شرح أبيات الجُمل": ٣٩٠ - ٣٩٣، في معرض رده على الزّجاجى حيث قال في الجمل: ٣٢٠، ورأيت بعض من لا يعرف هذا الشعر يرويه: "عموا صباحًا" وهو غلط. وعن ابن السيد ذكره ابن هشام اللخمي في الفصول والجمل … :
وأبو جعفر اللّبلي في وشي الحلل: وغيرهما. وقد نقل الأندلسي عن الحلل انظر: ٢/ ١٠٧. توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصّل: ٥٧، ٥٨ والمنخّل: ٩٦ وشرح ابن يعيش والأندلسي: ٢/ ١٠٣ وانظر نوادر أبي زيد: ١٢٣، والكتاب ١/ ٤٠٢، وشرح أبياته لابن السيرافي: ٢/ ١٨٣ وشرحها للكوفي: ٢٣٣، والخصائص: ١/ ١٢٩، وضرائر ابن عصفور: ٣٢ والخزانة: ٣/ ٢.
(١) مصحح في هامش نسخة (ب) ولم يظهر في الصورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>