للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانَ غيرَ عَلَمٍ رُفِعَ لا غيرُ، ومذهبُ بَنِي تَميمٍ أن يَرفَعُوا في المَعرفةِ البَتّةَ. وإن (١) كانَ في حالَةِ الوَصلِ قالَ: مَنْ يا فَتى، بِغَيرِ عَلامةِ، مَجيئها في الوَقفِ فإن سَألتَ: فما الفَرقُ بين هذه العلاماتِ وعلاماتِ التَّثنِيَةِ والجَمعِ، والأسماءِ السّتةِ حيثُ جَعَلُوا تلكَ إعرابًا، ولم تُجعَل هذه؟ أجبتُ: الفَرقُ بَينهما أنَّ هذه العلاماتِ ها هُنا لَيست بإعرابٍ راجِعٍ إلى الكَلِمَةِ التي فِيها بِخِلافِ التَّثنِيَةِ وجَمْعِ السّلامة (٢) والأسمَاء السِّتَّةِ (٣). ومنهم من لا يَصرف (٤).

قالَ جارُ الله: "وفي التَّثنِيَةِ مَنان، ومَنين، وفي الجَمع مَنُون ومَنين وفي المُؤنَّثِ مَنيت، ومَنْتان ومَنْتِين ومَنَاتٍ، والنُّون والتَّاء ساكِنتان".

قالَ المشرِّحُ: تقولُ في المؤنّثِ (٥) منَه ومنت ونحوها ابنة وبنت حَرَّك النُّون في مَنَتَانِ لتَحَرُّكِها في مَنه، وسَكَّن النّون في مَنْتان لِسُكُونها في مَنْت، وأمَّا تحريكُها في مَنَه فلأنَّ هذه التّاء تاءُ التأنيثِ، وما قبلَ تاءِ التَّأنيثِ لا يكونُ إلَّا مُتَحَرِّكًا. وهذه المسألةُ من أوضحِ الدَّلائِلِ على تَحريكِ ما قبلَ تاءِ التَّأنيثِ. أمَّا تَسكينُها فللإِبقاءِ على الحَركةِ البنَائِيَّةِ وعَدَمِ تَمَحُّصِ التَّاءِ ها هُنا للتَّأنيثِ بدليلِ أنَّها كما هي في التأنيث فهي أيضًا حِكايةُ لِلَفظِ الذَّكَرِ فصارت بمنزلةِ التَّاء في بنتٍ وأختٍ ألا تَرى أنّ التاءَ فيهما (٦) هي للتأنيثِ فهيَ أيضًا عوضٌ من الحرفِ المَحذوفِ، وإنَّما سُكّنَتِ النُّونُ والتّاءُ لأنَّ الحالَ حالُ الوقفِ "ومَنْ" في جميعِ هذه المواضِعِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بأنَّه خَبَرُ مبتدإٍ


(١) في (ب) ولئن.
(٢) في (أ) والجمع للسّلامة.
(٣) في (ب).
(٤) كتب الناسخ بعد قوله: "ومنهم من لا يصرف" وإن كانت غير معربة .. فكتب سطرين سهوًا مما تقدم ذكره سبق نظره لقوله: "ومنهم من لا يصرّف" الأولى ثم استمر …
(٥) شرح الأندلسي: ٢/ ١٠٣.
(٦) في (أ) فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>