للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقلتُ لَه لما تَكَشَّرَ ضاحِكًا … وَقائمُ سَيفِي من يدي بِمَكَانِ (١).

تَعَشَّ. . . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . . . . .

يصفُ ذِئبًا أتاهُ في القَفْرِ وأنَّه أطعَمَهُ، وألقى إليه ما يأكُلُه. تَعَشَّ خطابٌ لِلذّئبِ، فإن عاهَدتَنِي بعد أن تَتَعَشَّى على أن لا يَخُونَ كلُّ واحدٍ منّا الآخَرَ كُنّا مَثلَ رَجُلَين، ويَصطَحِبَانِ صِلةُ "مَن"، "ويا ذيبُ" اعتراضٌ بَينَ الصِّلةِ والموصُول (٢)

قالَ جارُ الله: "وإذا استَفهَم بها الواقِفُ عن نَكرةٍ قابَل حَرَكَته في لفظِ الذاكر من حروفِ المدَّ بما يجانِسُها تقولُ: إذا قالَ جاءني رجلُ مَنُو، وإذا قالَ: رأيتُ رَجلًا مَنَا، وإذا قالَ: مَررتُ برجلٍ مَنِي".

قالَ المُشَرِّحُ: اعلَم أنَّ الاستفهامَ بِمَن لا يخلُو من أن يكونَ في حالَةِ الوَصلِ، أو في حالةِ الوَقفِ، وفي حالةِ الوَقفِ لا يخلُو من أن يكون السُّؤالُ عن مَعرفةٍ أو عن نَكرةٍ، فلئِن كانَ عن نَكرةٍ قابلَ المُستَفهِمِ الحَركةَ بمَا يُجانِسُها من حُروفِ المَدِّ وصُرِفَ، وليست هذه علاماتِ الإِعرابِ بدَليلِ أنّها لا تُصرف. وإن كان عن معرفةٍ لا يَخلو من أن يكونَ عَلَمًا، أو لا يكونُ، فلئن كان عَلمًا فمذهبُ أهلِ الحِجَازِ أن يَحكيَهُ المستفهمُ كما نَطَقَ به، وإذا


(١) البيت في ديوانه: ٢/ ٨٧٠.
توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصّل: ٥٦، والمنخّل: ٩٦، وشرح ابن يعيش: ٣/ ١٣٢، وشرح الأندلسي: ١/ ١٠٢، وعرائس المحصّل: ١/ ٦٢ وهو من شواهد الكتاب: ١/ ٤٠٤، وانظر شرح أبياته لابن السّيرافي: ٢/ ٨٤، والمقتضب للمبرّد: ٢/ ٩٥، والجمل للزّجاجي: ٤٤٣، وشرح أبياته لابن سيدة: ٨٣، وشرحها (الفصول والجمل … ) لابن هشام اللخمي: ٢٨، ٢٣٦، وشرحها لأبي جعفر اللّبلي: ٦٤، والخصائص: ٢/ ٤٢٢، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٣١١، والمحتسب: ١/ ٢١٩، ٢/ ١٤٥ والمغني: ٢/ ٤٠٤، وشرح شواهده للسّيوطي: ٨٢٩.
(٢) التفسير الذي مرّ كله من ابن السِّيرافي: ٢/ ٨٥ وبعد قوله: والموصول قال ابنُ السيرافي: وقد ذكر جماعةٌ من العرب أنهم قَرَوُا الذئبَ لمّا أتاهم وهم مسافرون منهم الفرزدق ومضرّس وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>