للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أَربعةِ أَفعالٍ افعَل وتَفعل للمُخاطَب، وافعَل ونَفْعَل.

قالَ المُشَرِّحُ: إِذا قُلتَ أَفعل فالفاعِل فيه مستكنٌ لا يمكن إبرازه غايةَ الأمرِ أن تَقولَ افعلْ أنتَ، فأَنتَ ها هُنا هو (١) لَيس الفاعِل وإنَّما هو تَأكِيدٌ بدَلِيلِ افعلا أَنتما وافعلوا أَنتم، وافعلي أنت.

قالَ جارُ الله: وغيرُ اللَّازم في فِعلِ الواحِدِ الغائب وفي الصِّفاتِ .. ومَعنى اللُّزوم أن إسنادَ هذه الأفعالِ إليه خاصَّةً لا تُسْنَدُ البَتَّةَ إلى مُظهَرٍ، ولا إلى مُضْمَرٍ بارِزٍ ونحو فعل ويفعل يسنَدُ إليه وإليهما في قولك: عَمرو قامَ وقامَ غلامهُ، وما قامَ إِلَّا هو ومن غَيرِ اللَّازِمِ ما يَسْتَكِنُّ في الصِّفَةِ في نحو قَولِكَ زَيدٌ ضارِبٌ لأنَّك تُسْنِدُهُ إلى المُظهَرِ أيضًا في قولك: زَيدٌ ضارِبٌ غُلامَه.

قالَ المُشَرِّحُ: إذا قُلتَ زَيدٌ ضَرَبَ ففيهِ ضَميرٌ مُسْتَكِنٌّ راجِعٌ إلى زَيدٍ، فإِذا قُلتَ: زَيدٌ ضرَبَ غُلامُه لم يَبقَ فيه ذلك الضَّميرُ يُسمَّى فارغًا، وكذلك إذا قُلتَ: زَيدٌ ضارِبٌ فيه ضَميرٌ راجِعٌ إلى زَيدٍ فإذا قُلتَ: زَيدٌ ضارِبٌ غلامُه لم يَبْقَ فيه ضَمِيرٌ.

قالَ جارُ اللَّهِ: "وإلى الضَّميرِ (٢) البارِزِ في قولِكَ: هندٌ زيدُ ضاربتُهُ هِيَ، والهندان الزَّيدان ضاربتُهُما هُما، ونَحوهما مِمَّا أَجرتهما فيه على غَيرِ من هيَ له".

قالَ المُشَرِّحُ: للنَّحويين في هذه المَسألةِ كلامُ فاسدٌ أَحكيه أولًا ثُمَّ أعتَرِضُ عليه ثانيًا، فأقولُ: إنَّهم يقولون هِندٌ مُبتَدَأ وزيدٌ مبتَدَأٌ ثانٍ، وضاربتُهُ خبرُ المبتدأ الثَّاني وهي فاعلٌ (٣) للمبتَدَأ الأوَّلِ، والخَبَرُ إذا جَرى على غيرِ ما


(١) في (أ) هو لبس.
(٢) في (ب) المضمر.
(٣) في (ب) فعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>