للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإِلَّا يكُنها أو تَكُنْهُ فإنَّهُ … أَخُوها غَذَتهُ أمُّه بِلَبَانِهَا

وتقولُ كُنتَكَ وكنتَ إيَّاكَ، كما تَقولُ: ظَننتُكَ زَيدًا، وظَنَنْتُ (١) إيَّاكَ يَقَعُ المُنْفَصِلُ مَوقِعَ المُتَّصِلِ في الكِنَايَةِ على الاسمِ والخَبرِ والاختِيَارُ في خبرِ كانَ وأخواتِها الانفِصالُ وذلك لأنَّه في الأصل خَبَرُ المبتدأ، وخَبَرُ المُبتَدَأ إذا وَقَعَ ضَميرًا لم يَقع إلَّا مُنْفَصِلًا، وأمَّا الاتِّصالُ فلأنَّ خَبَرَ كان يُشبِهُ المفعولَ كما أنَّ اسمه يُشْبِهُ الفاعِلَ فكما تَقولُ ضَربْتُهُ فكذلِكَ (٢) تَقولُ كُنتَهُ، والَّذي يُبَيّنُ لَكَ أن خبرَ كانَ شُبِّهَ (٣) بالمَفعولِ لا مَفعولٌ حقيقةً، إقامَتُكَ أَحَدَ الضَّميرين مَقامَه، وَتَرجَمَتُكَ إيَّاه بعينِ هذه اللُّغَةِ.

هذا البيتُ لعمرَ بنِ أَبي رَبيعةَ وقبله (٤):

قِفِي فانظرُي يا اسمَ هَل تَعرِفينَهُ … أَهذا المُغِيريُّ الَّذي كان يُذكَرُ

أَهذا الَّذي أَطربْتِ (٥) نَعتًا فلم أَكنْ … وعَيشِكِ أَنْسَاهُ إلى يومَ أقبرُ

لئِن كانَ البَيت (٦)

وبعدَه (٧):


= الخوارزمي على غير عادته. وشرح ابن يعيش: ٣/ ١١٧، وشرح الجزولية للشلويين: ١٢٤، وشرح الشاطبي على الألفية: ١/ ٧٣، والأشموني: ١/ ٩٧، والعيني: ١/ ٣١٠، والخزانة: ٢/ ٤٢٦ وأورده ابن هشام اللّخمي في الفصول والجمل: ٤٠ في سياق ردّه على الأعلم الشَّنتَمرِيّ ورده على هذا البيت في غاية الجودة.
(١) في (أ) ظننتك إياك.
(٢) في (ب) لذلك.
(٣) في (أ) يشبّه.
(٤) ديوانه عمر بن أبي ربيعة: ٨٦.
(٥) في (ب) أطنبت.
(٦) توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٤٦، والمنخّل: ٧٨ والخوارزمي: ٦٣ وزين العرب: ٣١ وشرح ابن يعيش: ٣/ ١٠٧، والأندلسي: ٢/ ٤٩ والسّخاوي: ٣/ ١١ وشرح الجزولية لأبي علي الشلويين: ١٢٤، والخزانة: ٢/ ٤٢٠.
(٧) في (ب) وتمامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>