للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضّيْغَم وهو فَيْحَلٌ، الضَّميرُ في نَابِها: لضَغْمَةٍ، وهذا من بابِ إضافةِ الشَّيءِ إِلى الشَّيءِ بأَدنى مُلابَسَةٍ بَيْنهما، كأنَّه يقولُ: إنّي لكثرَةِ ما ابتُليتُ به من المِحَن قد طَابَتْ نَفْسِي أن يَعُضَّنِي سَبُعان ناباهُما يَضرِبانِ العَظم، وقَرعُ (١) النَّابِ العَظَم كِنايَةٌ عن التَّصويتِ.

قالَ جارُ اللهِ: والاختيارُ في ضَمِيرِ خَبَرِ كان وأَخواتِها الانفصالُ كقولِهِ:

* لَئِن كَانَ إيَّاهُ لَقَدْ حَالَ بَعْدَنَا *

قالَ المشرّحُ: خبرُ كان كما يَجيءُ مُنفَصِلًا فكذلك يَجِيءُ (٢) مُتَّصِلًا، وفي كلامِ أَبي الرَّيحان البَيرونيِ (٣)، ولا يكونُ مَعَهمَا إلَّا ثالِثٌ ورُبَّما كنتُه. قالَ ابنُ السَّراجِ (٤) ويَجوزُ كانَنِي وكُنتُهُ، كقولِكَ: ضَرَبَنِي وضَرَبْتُهُ وأَنشد لأبي الأسودِ الدُّؤلي (٥):


(١) في (أ) ويقرعان.
(٢) في (أ).
(٣) البَيْرُونيُّ: محمد بن أحمد البَيْرُونيّ الخُوَارَزْمِيّ عالمٌ متنوعُ الثقافة فهو حكيم رياضي فلكي طبيب، أديب لغوي مؤرخ مولده في خوارزم وأقام في الهند ومولده سنة ٣٦٢ هـ ووفاته سنة ٤٤٠ هـ له آثار كثيرة جدًا تدل على علمه وفضله منها الآثار الباقية عن القرون الخالية، والجماهر في معرفة الجواهر … قال ياقوت في معجم الأدباء: أما سائر كتبه في علم النجوم والهيئة والمنطق والحكمة فإنّها تفوق الحصر … قال: رأيت فهرستها في وقف الجامع بمرو في نحو السّتين ورقة بخط مكتز. ترجمته في معجم الأدباء: ١٧/ ١٨٠، عيون الأنْباء: ٢/ ٢٠.
(٤) الأصول: ١/ ١٠٤.
(٥) أنشده ابن السراج في الأصول: ١/ ١٠٤ وهو من النّص المتقدم. والبيت لأبي الأسود في ديوانه: ١٢٨. قالهما يخاطبُ به مولىً له كان حمل له تجارة إلى الأهواز، وكان إذا مضى إِليها تناول شيئًا من الشراب فاضطرب أمر البضاعة.
والبيت من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٢١، وانظر شرح أبياته لابن خلف: ١/ ١٤ وشرح الكتاب لأبي سعيد: ١/ ٣٠٧، والمقتضب: ٣/ ٩٨، والإِنصاف ٨٢٣، وشرح السخاوي: ٣/ ١١، وإثبات المحصل: ٤٥ نقل نصّ الخوارزمي من قوله: قال ابن السراج ولم ينسبه إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>