للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العَرَادَةُ (١): -بالفَتحِ- اسمُ فَرسٍ (٢) قالَ (٣):

تُسائِلُني بَنو جُشَمِ بن بكرٍ … أغراء العَرَادَةُ أم بَهِيمُ (٤)

ظَلَعَ البعيرُ يَظْلَعُ ظَلْعًا على مِثال: مَنَعَ يمنَع منعًا: غَمَزَ في مِشيَتِهِ.

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ؛ وما أضيفَ إلى ياءِ المُتَكَلِّمِ فحكمُه الكَسرُ نَحو قولِكَ: في الصَّحيحِ والجاري مَجراه غُلامي، ودَلوي، إلَّا إذا كان آخرهُ ألفًا أو ياءً مُتَحَرِّكًا ما قَبلها أَو واوًا، أما الألفُ: فلا تَتَغَيَّرُ إلَّا في لُغَةِ هُذَيلٍ في نَحْوِ قوله:

* سَبَقُوا هَوَىَّ وأعنَقُوا لهواهُمُ *

وفي حديثِ طلحةَ -رضي الله عنه-: فوضُعوا اللُّجَّ على قَفيَّ، يَجعلونها إذا لم تَكن للتَّثنِيَةِ ياءً ويُدغِمُونَها.

قال المشرّحُ: - الاسمُ إذا أُضيفَ إلى ياءِ المُتكلِّم فحكمهُ الكَسرُ لأنَّه لما لم يُمكن إظهارُ الكسرةِ في المضاف إليه تحوّلَ إلى المضافِ ونحوه: "وأنتَ إذًا" فإن سألتَ: فما تقولُ في غُلامِهِ وغلامِك أجبتُ: الكسرةُ ها هنا قد اعتُضِدت بجِنسِها وهي الياءُ، فجاز أن يكونَ لها من القوة ما لا يكونَ لها في غَيرهِ من المَوَاضِعِ، ولذلِكَ قَصَرَ بنو هذيلٍ قلبَ الألف على ياء المتكلم كأنَّهم أرادوا كَسْرَ الألفِ قَبلَ ياءِ المُتَكَلِّمِ فلم يَقدروا عَليه، فَقَلَبوا الألفَ إلى أُختِ الكَسرةِ، وهذا لأنَّ هذه الياءَ لا يَكونُ قَبلها حَرفٌ مُتَحَرِّكٌ،


(١) هي عند الأزهري في (التهذيب) والجوهري في (الصحاح) العرارة براءين قالا: اسم فرس للكلحبة، وأنشدا البيت (عرر).
(٢) أسماء خيل العرب للأسود الغندجاني: ورقة: ٢٤.
(٣) الكَلحَبَةُ العُرَنِيُّ، واسمه هبيرة بن عبد مناف بن عرين بن يربوع. والكحلبة لغة وهو اسم أمه فإذا صح ذلك فهو: (ابن الكلحبة) كما يقول الأسود. وهو أحد فرسان العرب من سادات تميم وفرسانها. أخباره في المؤتلف والمختلف: ١٧٣ وجمهرة الأنساب: ٢٢٤ وفرحة الأديب: ٢٩ وإثبات المحصل: ٢٧. وشرح المفضليات لابن الأنباري: ٢٤.
(٤) البيت له في أسماء خيل العرب: ٢٤، وإثبات المحصّل: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>