للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلَّا مَكسورًا، ولهذا انكَسَرت اللَّامُ في لِيَ، والقياسُ الفَتحُ كما في لَنا ولَك. تمامُ البَيتِ:

* فَتُخُرِّموا ولِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ *

هذا البيتُ لأبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ (١)، يقولُ: كنتُ أَهوى حَيَاتَهم فَسَبَقُوا هوايَ أي انقَرَضُوا، وكان له عَشَرةُ أَبناءٍ فماتُوا بواحدةٍ، وفي حَدِيثِ طَلحَةَ -رضي الله عنه (٢) - روايةٌ أُخرى: - عَرَفتَني بالحجازِ وأنكرتَني بالعِراقِ فما عدا مما بدا؟! فقالَ: بايعتُ واللُّجُّ على قفيّ. كانت هذه المقاولةُ يومَ الجَملِ، السَّيفُ يُشبَّهُ بكثرةِ (٣) بَصيصه (٤) وكثرةِ مائِهِ باللُّجّ.

قال جار الله: وقالوا جَميعًا: لَدَيَّ وَلَدَيْكَ وَلَدَيْهِ، كما قالوا (٥): عليَّ، وعليهِ، وعليكَ.

قال المْشرّحُ: من العَرَب مَن يقولُ: عَلَاكَ، ولَداك وإلَاك من غير طلبٍ للفرقِ، كما فيهم من يُسَوّي بينَ الأحوالِ الثَّلاثِ، في كِلاهُما، وأمَّا الفرقُ على ظاهِرِ الرّوايةِ بينَ المُكَنَّى (٦) وغيرِ المُكَنَّى (٦) في الإضافةَ فلأنَّ المُكَنّى يَتَّصِلُ بما قَبلَه من وَجهين:

أحدُهما: الإِضافةُ.

والآخرُ: أنه خرْقٌ لا يمكنُ أن يُبْتَدَأَ (٧) به، ويوقفَ عليه، فجَرى في


(١) اسمه خُويلد بن خَالد تقدم ذكره. والبيت في قصيدته المشهورة في رثاء أولاده انظر شرح أشعار الهذليين للسّكري: ١/ ٢. توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٢٧، ٢٨، والمنخّل: ٧٥ والخوارزمي: ٤٥ وزين العرب: ٢٧، وشرح ابن يعيش: ٣/ ٣٣، وشرح الزملكاني: ٢/ ١٧٤ وانظر: المحتسب: ١/ ٧٦، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٢٨١، والمقرّب: ٢١٤.
(٢) جملة الدعاء في (ب).
(٣) في (أ).
(٤) في (ب) لصيصه، وانظر شرح ابن يعيش: ٣/ ٣٣.
(٥) في (ب) فقط بعد قالوا: (جميعًا).
(٦) في (ب) المتمكن.
(٧) في (ب) أن يبدأ به.

<<  <  ج: ص:  >  >>