للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللَّه: "وقد مَنَعُوا مررتُ راكبًا بزيدٍ أن تَجْعَلَ الرَّاكبَ حالًا من المَجْرُورِ".

قالَ المشرّحُ: وذلك لِفَصْلِهِ بينَ الفِعلِ، وبينَ ما هو بمنزلةِ الجُزءِ منه بأجنَبِيٍّ، وفي هَذِهِ المَسأَلَةِ دَلِيلٌ على أنَّ حَرْفَ الجَرّ ها هُنا بمنزلةِ الجُزءِ من الفِعْلِ لا بمنزلةِ الجزءِ من المفعولِ.

قالَ جارُ اللَّهِ: "فَصلُ؛ وقد يَقَعُ المَصْدَرُ حالًا كما تَقَعُ الصِّفَةُ مَصْدَرًا في قولِهِم قُم قائِمًا وفي قوله (١):


(١) هو الفرزدق كما سيذكره الشارح من قصيدة طويلة في ديوانه: ٧٦٩ - ٧٧١ قالها في هجاء إبليس -لعنه اللَّه- أولها:
إذا شئت هاجتني ديار محيله … ومربط أفلاء أمام خيام
وقبل الشاهد:
ألم ترني عاهدت ربي وأنني … لين رتاج قائمًا ومقام
على قسم لا أشتم الدهر ملمًا … ولا خارجا من في سوء كلام
ومنها:
أطعتك يا إبليس سبعين حجة … فلما انتهى سنّي وتمَّ تَمامي
فررت إلى ربي وأيقنت أنني … ملاق لأيّام المنون حمامي
وقال:
ألا طال ما قد بت يوضع ناقتي … أبو الجن إبليس بغير خطام
يظلّ يميني على الرحل فاركا … يكون ورائي مرة وأمامي
يبشرني أن لن أموت وأنه … سيخلدني في جنة وسلام
فقلت له هلا أخيّك أخرجت … يمينك من خضر البحور طوام
ثم قال:
وما أنت يا إبليس بالمرء أبتغي … رضاه ولا يقتادني بزمام
انظر إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٤٢ والخوارزمي: ٢٣، وزين العرب: ١٨ وشرح ابن يعيش: ٢/ ٥٩، والأندلسي: ١/ ٢٤٩، والزملكاني: ٢/ ٨٨ وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ١٧٣، انظر شرح أبياته لابن السّيرافي: ١/ ١٦٩، وشرحها لابن خلف: ١/ ١٥٣، وشرحها للكوفي: ١٦، ٣٠، ٤٠ وتفسير عيون سيبويه لهرون بن موسى القرطبي: ٢٦.
وانظر المقتضب: ٣/ ٢٦٩، ٤/ ٣١٣، والكامل: ١/ ١٢٠، ٣٦١، والمحتسب ١/ ٧٥، والبديع في علم العربية لابن الأثير: ٧٢، والخزانة: ١/ ١٠٨، ٢/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>