خمسة عشر حرفًا لكونها مع النون في المرتبة الوسطى وقلبها إلى الميم قبل الباء في نحو شمباء وعمبر، وإنما أبدلت فيه من النون الميم لطلب التعديل بينها وبين الباء، وذلك الميم مواخية للنون بالغنة، والباء بالمخرج فتوسطت بينهما لذلك فاللفظ بها بالميم عند البصريين والكتاب بالنون. قال الكوفيون: النون في العنبر ونحوها مخفاة عند الباء كما هي عند التاء والثاء وغيرهما مما يخفى عنده في اللفظ والخط جميعًا وأما (منخل) و (منغل) فقد مضيا في هذا الصنف.
قال جارُ اللَّه:" (فصلٌ): والطَّاء والدَّال والتَّاء والظَّاء والذَّال والثَّاء ستتها يدغم بعضها في بعض، [وفي الضاد والزاي والسين".
قال المُشَرِّحُ] (١): أبو سعيدٍ السِّيرافي: وهذه الستة الأحرف الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء كل ما جاز أن يدغم فيه واحدة منهن جاز أن يدغم في البواقي ويجوز إدغامهن في أمثالهن ويجوز إدغام بعضهن في الشين والضاد والجيم والصاد والزاي والشين وإنما جاز ذلك في هذه الأحرف الستة لأن أصل الإِدغام لحروف اللسان والفم، ولكن حروف الفم من طرف اللسان وطلب الخفة فيما كان أكثر أولى.
قال جارُ اللَّه:"وهذه لا تدغم في تلك إلا أن بعضها يدغم في بعض".
قال المُشَرِّحُ: اعلم أن في الحروف حرفًا لا تدغم فيما قاربها ويدغم ما قاربها فيها، وهي الحروف التي لها فضل ومزية على ما قاربها بزيادة الصوت، ولا يدغم الأفضل في الأنقص، لما في ذلك من الإِجحاف به، ويدغم الأنقص في الأفضل، لأنه يخرج إلى الحرف الأقوى وهي خمسةُ