للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحرفٍ عند البصريين، الشين والضاد والراء والفاء والميم، وزاد بعضهم فيها حروف الصفير الصاد والزاي والسين والشين لا تدغم فيما قاربها لما فيها من التفشي والضاد لا تدغم فيما قاربها لما فيها من الاستطالة، والراء لا تدغم فيما قاربها لما فيها من التكرير، والفاء لا تدغم فيما قاربها لما فيها من النفح الذي هو بمنزلة التفشي، وحروف الصفير لا تدغم (١) في غيرها لما فيها من زيادة الصوت بالصفير الذي فيها، فهن أندى في المسموع مما قاربها. والميم لا تدغم فيها قاربها لما فيها من اجتماع شيئين: الغنة التي فيها، وأنها كحروف الصفير لأنها أندى في المسموع.

قال جار اللَّه: "والأقيس في المطبقة إذا ادغمت تبقية الإِطباق كقراءة أبي عمرو (٢): {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ} ".

قال المُشَرِّحُ: نظير هذه المسألة تبقية الغنة عند الإِدغام وإسقاطها، أما التبقية فإبقاء على فضيلتي الغنة والإِطباق. وأما الإِسقاط فلتسهيل وصحة الإِدغام.

قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ): والفاء لا تدغم إلا في مثلها كقوله تعالى (٣): {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ} ".

قال المُشَرِّحُ: إنما لا تدغم الفاء إلا في مثلها لئلا يسلبها الإِدغام ما فيها من فضيلة النفخ.

قال جارُ اللَّه: "وقرئ (٤): {نَخْسِفْ بِهِمُ} بإدغامها في الباء وهو ضعيفٌ تفرد به الكسائي".


(١) ساقط من (ب).
(٢) سورة الزمر: آية: ٥٦.
(٣) سورة البقرة: آية: ٢١٣.
(٤) سورة سبأ: آية: ٩.
وقراءة الكسائي في البحر المحيط: ٧/ ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>