للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللسان. وأما الميم فلكونه وكون النون مجهورين مشتركين في الغنة، وأما الواو فلأنها من مخرج الميم وأما الياء فلأنها من جنس الواو، وأنها تدغم فيها، وأنها مثلها من حروف المد واللين. قال سيبويه: ولئن الياء تقرب من الراء، وهي من مخرج النون، والدليل على ذلك أن الألثغ يجعل الراء ياء لقربها.

قال جارُ اللَّه: "وإدغامها على ضربين: إدغام بغنة، وبغير غنة".

قال المُشَرِّحُ: تدغم النون على ضربين، بغنة إلا في الميم لأن الميم غنة، وبغير غنة. وجه إدغامها بغير غنة: أنها إذا أدغمت في هذه الحروف فقد صارت من جنسها، ولأن ترك الغنة أخف، وجه إدغامها بغنة أن الغنة فضيلة فيها فلا يجوز إهدارها ولهذا كان الأقيس في المطبقة تبقية الإِطباق.

قال جارُ اللَّه: "ولها أربع أحوال:

أحدها: الإِدغام مع هذه الحروف.

والثانية: البيان مع الهمكة، والهاء والحاء والعين والغين والخاء كقولك: من أجلك، ومن هاني، ومن عندك، ومن حملك، ومن غبر، ومن خانك، إلا في لغة قوم أخفوها مع الغين والخاء فقالوا: منخل ومنغل.

والثالثة: القلب إلى الميم قبل [الياء كقولك]: شمباء وعمبر.

والرابعة: الإِخفاء مع سائر الحروف، وهي خمسة عشر حرفًا كقولك: من جابر، ومن كفر، ومن قبلج وما أشبه ذلك. قال أبو عثمان: وبيانها مع حروف الفم لحن".

قال المُشَرِّحُ: النون الساكنة لها أربع أحوال: إدغامها مع هذه الحروف وبيانها مع الحلقية، قال سيبويه: وذلك أن هذه الستة تباعدت عن مخرج النون فلم تخف ها هنا كما لا يدغم في هذه المواضع، وكما أن حروف اللسان لا تدغم في حروف الحلق، وإخفاؤها مع سائر الحروف، وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>