للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزاي، والسين، والضاد والنون، والراء. وإن كانت غيرها نحو لام (هل) و (بل) فإدغامها فيها جائز".

قال المُشَرِّحُ: لام المعرفة يدغم في ثلاثة عشر حرفًا فلا يجوز فيها (١) إلا الإِدغام لكثرة لام المعرفة في الكلام، وكثرة موافقها لهذه الحروف إذ اللام من طرف اللسان، و (٢) هذه الحروف أحد عشر حرفًا منها [حرف] من طرف اللسان وحرفان مخالطان طرف اللسان أما المخالطان فالسين ثم الضاد، لأن الضاد قد استطالت حتى بمخرج الطاء، واللام فيها بمنزلة الجزء من الكلمة، ولذلك لا يمنع الاسم إعرابه الذي كان فيه قبل دخوله عليه، ومن ثم لا يوقف على اللام دون ما دخل عليه. وإن كانت غير لام المعرفة فالإِدغام فيها غير لازم.

قال جارُ اللَّه: "ويتفاوت جَوَازه إلى حسن، وهو إدغامها في الرَّاء، كقولك: (هل رّأيت) وإلى قبيح، وهو إدغامها في النون كقولك: (هل نْخرج)، وإلى وسط وهو إدغامها في البواقي، وقرئ (٣): {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ}.

قال المُشَرِّحُ: إنما كان إدغام اللام في الراء حسنًا كقولك: {هل رّأيت) لأن الراء أقرب الحروف إلى اللام، وإدغام اللام في النون أقبح من جميع هذه الحروف، ولذلك لا تدعم أخت اللام وهي الراء في النون.

فإن سألتَ: الراء فيه تكرير ولا كذلك اللام فلذلك إدغامه فيه؟.


(١) في (أ).
(٢) بعده في (أ): "أما المخالطان … وهذه الحروف" اشتبهت على الناسخ في العبارة التي تليها.
(٣) سورة المطففين: آية: ٣٦.
ينظر: الكتاب: ٢/ ٤١٧، والأصول لابن السراج: ٣/ ٤٢١، والقراءة في السبعة: ٦٧٦، والكشاف: ٤/ ٢٣٣، والبحر المحيط: ٨/ ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>