للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يجيزون فيه الإِدغام، لأنه إما أن يبقي ما قبل الحرف المدغم على سكونه، أو تنقل إليه حركة ما بعده وكلاهما غير جائز. أما إبقاء الحرف المدغم على سكونه فلأنه يلزم التقاء الساكنين لا في حده، وأما نقل حركة ما بعده إليه فإنه مما يوجب تغيير الكلام للعارض، لأنه تغيير نفس الكلمة للإِدغام العارض بين الكلمتين، والكوفيون يجيزون فيه الإِدغام على الوجهين على الالتقاء، لأن اللسان يرتفع بالحرف المشدد دفعه وهو في اللفظ متحرك فكأنه خرج من ساكن إلى متحرك، وهو مذهب أبي عمرو ويقرأ: {شَهْرُ رَمَضَانَ} و {عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} (١) ونحو ذلك بالإِدغام ليسلم الحرف المدغم الرفع والخفض، ويترك في جميع القرآن ما قبله على سكونه، وعلى الثقل، وكان سيبويه وأصحابه يحملون ذلك منه على الإِخفاء. ابن السراج: وكل ما يجوز أن تدغمه ولا تدغمه فلك الإِخفاء، قالوا: لأنه كان يخفي حركة الحرف فيخف بعض الخفة ويشبه الإِدغام وليس بإدغام.

قال جارُ اللَّه: "ويدغم فيها ما يدغم في الشين إلا الجيم كقولك (حط ضّمانك) و (زد ضّحكًا) و (شدت ظّفائرها) و (احفظ ضّأنك) و (لم يلبث ضّاربًا) و (الضَّاحك) ".

قال المُشَرِّحُ: وأما أنه لا يدغم فيا الجيم فلأن الجيم والشين أختان، والشين لا تدغم في الضاد فكذلك الجيم. وأما إدغام الضاد في الضاد فلأن الضاد والظاء من مخرج واحد بدليل أنهما من الحروف المطبقة. وأما إدغام اللام فيها فها هو ذا يأتي في الفصل الثاني.

قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ): واللام إن كانت المعرفة فهي لازم إدغامها في مثلها وفي الطاء، والثاء، والدال، والظاء والذال، والثاء، والصاد، والسين


(١) سورة الذاريات: آية: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>