للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرادَ: أم لم تغار فوقف بالألف.

قال جارُ الله: وما لحقته الزيادة من نحو عور في حكمه تقول: أعور الله عينه وأصيَد بعيره لو بنيت منه استفعلت لقلت: استَعورت".

قال المُشَرِّحُ: الفرع يتبع الأصل، والعين صحيحةٌ في الأصل فكذلك في الفرع، ولذلك لما أُعلت عين الفعل أعلوا اسم الفاعل، وعين مفعَله ومفعِله في مقالة ومعيشة.

قال جارُ اللَّه:(ليس) مسكنة من لَيِسَ كَصَيِدَ، كما قالوا: عِلْمَ في عَلِمَ، ولكنهم ألزموها الإِسكان لأنها لم تصرّف تصرُّف أخواتها، لم يجعل على لفظ صَيِدَ ولا هاب، ولكن على لفظ ما ليس من الفعل نحو "لَيْت" ولذلك لم ينقَقوا حركة العين إلى الفاء في لست".

قال المُشَرِّحُ: هذا التّخفيف قياس على ما ذكره الشيخ (رحمه الله) وقد مضى الكلام في تخفيف "ليس" في قسم الأفعال.

قال جارُ الله: "وقالوا في التعجب (١): ما أقوله، وما أبيعه".

قال المُشَرِّحُ: هذه الصّيغة من التّعجب اسمٌ غير مأخوذ به مأخذ الفعل، لأنّه على ما ذكرته منقولٌ عن أفعل التفضيل، وأفعل التّفضيل كذلك.

قال جارُ الله: "وقد شذَّ عن القياس نحو أجودت واستروح واستحوذ واستصوب، وأطبَيت وأغيَلت وأخيَلت وأغيَمت واستقْيَل".

قال المُشَرِّحُ: الصّحيح في هذه الأفعال لأحد شيئين. أما لإِيضاح معنى المشترك نحو استروح فإنه أوضح من استراح.

وأما لأنَّ اللفظَ مع فقد الإِعلال أدلُّ على معناه نحو أخيلت السّحابة فإنه أدلُّ على معنى المخيلة من أخالت. يقال: أجدت الشيء فجاد، وقد


(١) في (ب): "وقد قالوا في فعل التعجب".

<<  <  ج: ص:  >  >>