للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا عاد من السّفر ورأى [الغصنين معقودين بحالهما قال: إن امرأته لم تخنه بعده، وإن رأى] الغصنين قد انحلا قال: إن امرأته قد خانته، قال الرّاجز (١):

هَلْ يَنْفَعَنْكَ اليَوْمَ إن هَمَّتْ بِهَمْ

كَثْرَةُ [ما تُوصِيْ وتَعِقَادُ الرَّتَمْ]

والرّتمة أيضًا: خيط يشدّ في الأصبع ليذكر. وكلا هذين الموضعين تأويله الإِقامة والثبوت، فيجوز أن يكون راتمٌ من هذا المعنى، هذا محصول كلام ابن جني أيضًا.

قال جارُ الله: "وقوله (٢):

فَبَادَرَتْ شَاتَهَا عَجْلَا مُثَابِرَةً … حتَّى استَقَتْ دونَ مَحْنَى جِيْدَهَا نَغَمَا

قال ابن الأعرابي: أراد: نغبًا".

قال المُشَرِّحُ: كأنه يريدُ بالاستقاء ها هنا الحَلْبُ. وفي قوله: "دون مَحْنَى جِيْدَهَا". لطيفةٌ، وهى أنه كان من حقّها أن يذبحها فيحلبها دمًا فما ذَبَحَتْها ولكن حَلَبْتهَا لَبَنًا.

قال جارُ الله: " (فصلٌ): والنُّون أبدلت من الواو واللام في صنعاوي وبهراني ولعن بمعنى "لعل".".

قال المُشَرِّحُ: القياس في النَّسب لصنعاء وبهراء قبيلة: صنعاوي وبهراوي، فقيل: صنعاني وبهراني، فابدل النون فيهما من الواو، وكذلك النون في لعن.


(١) ما زال النص من سر الصناعة والبيتان مخرجان هناك عن معاني القرآن للفراء ١/ ٢١٧ … وغيره.
(٢) توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل ص ٢٣٠، المنخل ص ٣٠٩، شرح المفصل لابن يعيش ١٠/ ٣٣، شرحه للأندلسي ٥/ ١٧٣.
وينظر: الممتع ص ٣٩٣، المقرب ٢/ ١٧٧.
ونقل الأندلسي وابن المستوفي وصاحب المنخل كلام الخوارزمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>