للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* واغد لعنَّا في الرِّهان نُرسله *

وبعضهم يُنشد "لأنَّا" أي: لَعَلّنَّا، ثم يحذف اللَّام لكثرةِ دورها في الكلام، وعليه قوله تعالى (١): {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ}.

قال جار اللهِ: "وتُبدِلُ قَيْسًا وتَمِيْمًا همزتها عينًا فتقول: أشهد عَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ".

قال المُشَرِّحُ: هذا كإِيْرَادِهِمْ بيتَ ذِيْ الرُّمة (٢):

* أَأَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ مَنْزِلَةً *

"أَعَنْ تَرَسَّمْتَ"، وهي عَنْعَنَةُ تميمٍ.

قالَ جارُ اللهِ: "لكنَّ" وهي (٣) للاستدراك، توسطها بين كلامين متغايرين نفيًا وإيجابًا، وتستدرك بها النّفي بالإِيجاب، والإِيجاب بالنفي، وذلك قولك. ما جاءَني زيدٌ لكنَّ عمرًا جاءَني، وجاءَني زيدٌ لكنَّ عمرًا لم يجئ".

قال المُشرِّحُ: "لكن" لها شريطتان:

أحدهما: أن تَتَوسط بين كلامين متغايرين نفيًا وإيجابًا.


= ثمَّ سَمِعْنَا برهانٍ نَأْمِلَهْ
قِيدَ له مِن كلِّ أفقٍ جَحْفَلَهْ
فَقُلْتُ للسائِس قِدْهُ واعْجلَهْ
وَاغْدُ لَعَنَّا فِيَ الرِّهَانِ نُرْسلهْ
(١) سورة الأنعام: آية ١٠٩.
(٢) ديوان ذي الرمة (ص ٥٦٧) وتمامه:
* مَاءُ الصَّبَابَةِ من عَيْنَيْكَ مَسْجُوْمُ *
وينظر: مجالس ثعلب (ص ١٠١)، الخصائص (٢/ ١١)، سر صناعة الإِعراب (ص ٢٢٩، ٧٢٢)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٧٩)، الجنى الداني (ص ٢٥٠)، الخزانة (٤/ ٣١٤، ٤٩٥).
(٣) في (ب): "وهو".

<<  <  ج: ص:  >  >>