للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْإِنْسُ والْجِنُّ [عَلَى اللَّهِ كَذِبًا] (١)} إنْ ها هُنا هي المخففة من الشَّدِيْدة لأن "إنْ" الناصبة لا تقعُ بعدها "لن" حتى لا يجتمع في الدِّلالة على معنى الاستقبال حرفان، كما لا يَجتمع "إن" الناصبة بالسين، وكذلك قوله تَعالى) (٢): {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ} أما استعمالهم إياه (٣) كاستعمال الحرف فقوله تَعالى (٤): {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}.

تخمير: لو قلت: علمت إن تقول لم يَحسن حتى يأتي بما يكون عوضًا نحو "قد" و "لا" و "سوف" و "السين".

فإن سألتَ: فما تقول في قولِهِ تعالى (٥): {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} فإنه لم يَدخل بين "إن" و"ليس" شيءٌ؟.

أجبتُ: قال الشيخُ أبو علي الفارسي فإنما جاءَ هذا لأن "لَيس" ليس بفعل (٦).

قال جارُ اللهِ: " (فصلٌ) وتخرج "إنّ" المكسورة إلى معنى "أَجَلْ" قال:

وَيَقُلْنَ شيْبٌ قَدْ عَلَاكَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ

وفي حديثِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ: "إنَّ وَرَاكِبَهَا".

قال المُشَرِّحُ: هذا كما لو قِيلَ: أعطاك زيدٌ فقلت إنه أي: أجل، لا أنه أُلحق به في الوَقف الهاء لبيان فَتحة النُّون كراهية أن تسكن فتسقط، لأنَّهم لم يقفوا على مُتحرك، وإنما جاز ذلك في أن، لأنها لما كانت تحقق معنى


(١) ساقط من (ب).
(٢) سورة (المؤمنون): آية ٥٥.
(٣) في (ب).
(٤) سورة القيامة: آية ٢٥.
(٥) سورة النجم: آية ٣٩.
(٦) كلام الفارسي في حرفية (ليس) في المسائل الحلبييات (ص ٢١٠) فما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>