للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو كانت الجملة بعدها إذا خففت باقيةً على حكمها قبل التخفيف لوجب أن لا يجوز "هالك". قال الإِمامُ عبدُ القاهرِ الجُرْجَانِيُّ: كما لا يجوز أن يقول أن هالكٌ كل من يحفى وينتعل. "من يحفى" بالحاء المهملة هو الفقير ومن ينتعل هو الغني. يقول: في فتية كالسيوف في مضائهم في الأمور وقد علموا أنه لا ينجو من الموت أحد، فهم لا يبالون بالموت، ونحوه في المعنى ما أَنشدنِيْه بعضُ كبارِ الأَئِمَّةِ ببُخارى:

عَلَيْها رِجَالٌ من خُرَاسَانَ أَيْقَنُوا … بأنَّ الفَتَى مِنْ مَوْتِهِ غَيْرُ سَالِمِ

ويحتمل أن يكون المعنى أنَّهم صِبَاحٌ وجوههم كالسيوف ضياؤها، وقد علموا أن الهلاك يشتمل على الناس كلهم فهم يسعون لنيل الملاذ قبل أن يحال بينها وبينهم.

البيتُ للأعشى، وقبله (١):

وقَدْ غَدَوْتُ إِلى الحانُوتِ يَتْبَعُني … شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُوْلٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ

الشَّاوي: هو الشّواء، والمِشَلُّ: هو الذي يشلُّ في السَّفود اللحم من شللت الثَّوب: إذا خطتُهُ خياطةً خفيفةً. والشُّلُوْلُ بمعنى المِشَلِّ، وقيل: الشلول: هو الذي عادته ذلك. رجلٌ شُلْشُلٌ -بالضم- أي: خَفِيْفٌ عن الجوهري (٢). يقول: أغدو إلى بيت الخمار ومعي غلامُ شوَّاءٌ طبَّاخٌ.


= وينظر: الكتاب (١/ ٢٨٢، ٤٤٠، ٤٨٠)، (٢/ ١٢٣)، شرح أبياته لابن السيرافي (٢/ ٧٦)، شرح الكتاب للسيرافي (٤/ ٤٩)، المقتضب (٣/ ٩)، المحتسب (١/ ٣٠٨)، المنصف (٣/ ١٢٩)، الخصائص (٢/ ٤٤١)، الأصول (١/ ٢٣٩)، المقتصد (١/ ٤٨٣)، أمالي ابن الشجري (٢/ ٢)، الإنصاف (ص ١١٣)، خزانة الأدب (٣/ ٥٤٧)، (٤/ ٣٥٦) عجزه في الديوان:
* أن لَيْسَ يَنْفَعُ عن ذي الحِيْلَة الحِيَلُ *
(١) ديوان الأعشى (ص ٤٥).
(٢) الصحاح (ص ١٧٣٨) (شلل).

<<  <  ج: ص:  >  >>