للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت إنك لمسلمًا قاتلٌ واجبٌ عليك عقوبة المُتعمد، وهذا بمنزلة قولهم: إن زيدًا لطعامك آكل.

قال جارُ الله: "وتقول: علمت إنْ زيدٌ منطلقٌ والتقدير: إنه زيد منطلق وقال الله تعالى (١): {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} وقال:

فِي فِتْيَةٍ كَسُيُوفِ الهِنْدِ قَدْ عَلِمُوا … أَنْ هَالِكٌ كلُّ مَنْ يَحْفَى ويَنْتَعِلُ

وعلمتُ أن لا يخرجَ زيدٌ، وأن قد خَرَجَ وأن سوفَ يخرجَ وأن سيخرجَ قال الله تعالى (٢): {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} وقال: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} ".

قال المُشَرِّحُ: الشَّيخُ أبو عليٍّ الفارسي في "إنَّ" المفتوحة المشدّدة لا تخفف؛ أنَّ هذه إلا، وإضمار القصة والحديث يُراد معها. أن المفتوحة في البيت لما دخلت على الجملة الاسمية لم تحتج معها إلى التعويض.

فإن سألتَ: فاين التَّعويض في قوله (٣): {وَأَنْ لَوْ اسْتَقَامُوا} وفي قراءةِ نَافِعٍ (٤) {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَ}؟.

أجبتُ: ما في "لو" من معنى النَّفي، ولذلك لو قلتَ: جاءني رجلٌ إلا زيدٌ لجاز أن يكون "إلا زيد" على الوَصف وأن تكون على الاستثناء قالوا لأن "لو" يشوبها معنى النفي، ولهذا أجاز المبرد أن تكون "إلا" في قولك لو كان معي رجل إلا زيدٌ استثناء وقد علمت أنّ البدلَ في الاستثناء لا يكون إلا في


(١) سورة يونس: آية ١٠.
(٢) سورة البلد: آية ٧.
(٣) سورة الجن: آية ١٦.
(٤) سورة النور: آية ٩.
وقراءة نافع في السبعة لابن مجاهد (ص ٤٥٣)، التيسير (ص ١٦١)، البحر المحيط (٦/ ٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>