للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: الرِّوَايَةُ: "بِاللَّهِ رَبِّكَ" بالباء المُوحدة، وأنشده ابن جِنّي في (سرّ الصِّناعة) (١) (شَلَّتْ يَمِيْنُكَ) كأنه قال: إنّك قتلت مسلمًا فلذلك وَجَبَتْ عليك عُقُوبة المُتعمد.

قال جارُ اللهِ: "ورووا" إِن تَزِيْنُكَ لَنَفْسُكَ، وإنْ تَشِيْنُكَ لَهِيَهْ" … ".

قال المُشَرِّحُ: تفسير الكُوفيين ها هنا أسوغُ مذاقًا.

فإن سألتَ: فكيف تطبيق الكلام على مذهب البصريين على أن الشيخ أبو علي الفارسي قد قال (٢) فالمكسورة إذا خُففت لا يكون ما بعدها إلا على إضمار القصة والحديث؟.

أجبتُ: لعل معناه: إنك لَنَفسك تَزينك، وكذلك تأويل "إن" في


(١) سر صناعة الإِعراب (ص ٥٤٥). قال ابنُ المُستوفي: وأنشده أبو علي (هَبَلَتْكَ أُمُّكَ). وإنشاد الفارِسِيّ له في المَسَائل البغداديات (ص ١٧٨). وهو من أبيات لعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ترثي الزُّبير رضي الله عنه، وأول الأبيات كما رواها ابن المستوفي:
غَدَرَ ابنُ جرموز بفارس بهمة … يوم اللقاء وكان غيرَ مُعَرِّدِ
يا عَمْرُو لو نبهته لوجدته … لا طائشًا رعشَ اللِّسان ولا اليَدِ
شَلَّتْ يَميْنُكَ إن قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا … حَلَّت عَلَيْكَ عُقُوبَةُ المُتَعَمِّدِ
إنَّ الزُّبَيْرَ لذُو بلاءٍ صَادِقٍ … سَمْحٌ سَجِيْتُهُ كريمُ المَشْهَدِ
كم غمرةٍ قد خاضَها لم يُثْنِهِ … عنها طِرَادُك يا بن بيع القرددِ
فاذهل فما طَفَرَتْ يَدَاكَ بِمِثْلِهِ … فيمَا مَضى مِمّا يَرُوح ويَعْتَدِيَ
ونقلها ابن المستوفي عن أبي عُثمان سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في كتاب "مغازيه" … وأورد القصة بتمامها. وهي في الأغاني …
وعاتكة زوج الزُّبير من الصحابيات أخبارها في الإِصابة (٨/ ١١).
والشاهد في إثبات المحصل (ص ٧٩)، المنخل (ص ١٧٨)، شرح المفصل لابن يعيش (٩/ ٢٧)، شرحه لابن يعيش (٣/ ٢٠٢).
وينظر: المنصف (٣/ ١٢٧)، اللامات (ص ١٢١)، الأزهية (ص ٣٧)، الإِنصاف (ص ٣٣٦)، الجنى الداني (ص ٢٠٨)، المغني (ص ٢١)، شرح شواهده (ص ٧١)، شرح أبياته (١/ ٨٩)، الخزانة (٤/ ٣٤٨).
(٢) لأبي علي كلام على "إن" المخففة خصَّهُ بمسألةٍ في المسائل البَغداديات رقم (١٩) (ص ١٧٥ - ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>