للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن زيدٌ لمنطلقٌ {وَإِنْ كُلٌّ (١) لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} (٢) وقُرِئَ (٣) {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} على الإِعمال وأنشدوا:

فَلَوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخَاءِ سَأَلْتِنِي … طَلَاقَكِ لَمْ أَبْخَلْ وأَنْتِ صَدِيْقُ

وقال تعالى (٤): {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} (٥) وقال (٦): {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} " (٧).

قال المُشَرِّحُ: اِعلم أن بين البصريين والكوفيين في نحو قوله (٨): {وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} خلافًا فالكوفيون يقولون: "إن" ها هنا بمعنى النافية، واللام بمعنى "إلا" الاستثنائية، وكان الكسائي يوافق الكوفيين إذا كان بعد إن فعل إذ النفي يطلب الفعل، ويوافق البصريين إذا كان بعدها اسمٌ. قال أبو سَعيْدٍ السِّيرافي ولو جاز أن تكون اللام بمعنى "إلا" لجاز أن نقول: جاءَني القوم لزيدًا بمعنى إلا زيدًا. والبصريون يقولون بأن إن ها هنا هي المخففة، واللام هي الفارقة بين "إنْ" المخففة و"إنَّ" النافية، وهذا لأن "إنَّ"


(١) في (أ): {وَإِنَّ كُلًّا … } من سهو الناسخ.
(٢) سورة يس: آية ٣٢.
(٣) سورة هود: آية ١١١.
قرأ ابن كثير ونافع {وَإِنَّ} مخففة {كُلًّا لَمَّا} مخففة. وقرأ عاصم في روايةِ أبي بكر {وَإِنَّ كُلًّا} خفيفة {لَمَّا} مشددة وقرأ حمزة والكسائي: {وَإِنَّ} مشدّدة النون واختلفا في الميم في {لَمَّا} فشددها حمزة وخففها الكسائي. وقرأ أبو عمرو مثل قراءة الكسائي وقرأ ابن عامر مثل قراءة حمزة. وقرأ حفص {وَإِنَّ} مشددة النون {لَمَّا} مشددة أيضًا، أي: مثل حمزة وابن عامر.
السبعة لابن مجاهد (ص ٣٣٩)، والكشف لمكي (١/ ٥٣٦، ٥٣٧)، مشكل إعراب القرآن له (١/ ٤١٥، ٤١٦).
(٤) سورة يوسف: آية ٣.
(٥) سورة الشعراء: آية ١٨٦.
(٦) سورة الأعراف: آية ١٠٢.
(٧) في (أ): "لفاسقون".
(٨) سورة الأنعام: آية ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>