للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و "أنَّ" إذا خُففا فربما اشتبهتا بـ "إن" النافية و"أن" المصدرية. وأمَّا [المكسورةُ] فيلزم خبرها اللام للفرق، وهي في الأصل لام الابتداء. وأمَّا المفتوحة فلا تخلو من أن تدخل على جملة إسمية أو فعلية، فإن دخلت على جملة إسمية فلا حاجة إلى الفرق، ضرورة أن "إنْ" المصدرية لا تدخل على الاسم وإن دخلت على جملة فعلية فلا (١) تخلو من أن تدخل على فعل ماض أو غيره، فإن دخلت على ماضٍ لا تخلو من أن يكون مُثبتًا أو منفيًا، فلئن (٢) كان منفيًا فلا بُدَّ من أن يكون معه حرف النّفي، وإن كان مثبتًا فلا بد معه من "قَدْ" ضرورة أن "قد" لتقريب الماضي من الحال (٣)، وتقريبُ الماضِي من الحالِ ليس من معنى المَصدر في شيءٍ، والمَصدرية متى اقترنت بالفعل لم تفد غير نفس المَصدر، ولذلك انسلخ معها الفعل عن الاستقبال في نحو قوله:

إِذَا تَرَحَّلْتَ عَنْ قَوْمٍ وَقَدْ قَدَرُوْا … أنْ لَا تُفَارِقَهُم فالرَّاحِلُونَ هُمُ

وإن دَخَلَتْ على غَيْرِ ماضٍ فلا بدّ من أن يكون مضارعًا، بعد ذلك لا يخلو من أن يكون للحالِ أو الاستقبالِ، فإن كان للحال لا يخلو من أن يكون مثبتًا أو منفيًا، فإن كان مثبتًا فلا بدَّ معه من "قد"، وإن كان منفيًا فلا بد معه من السِّين أو سوف، وإن كان منفيًا فلا بد معه من "لا" النافية.

فإن سألتَ: فيمَ تقع التفرقة (حِيْنَئِذٍ) (٤) بين "إنْ" المصدرية وبين "إنْ" المخففة، وهذا لأن "لا" النافية كما تقترن بالمخففة تقترن بالمصدرية وذلك إذا قلت: علمتُ أن لا تخرج وأن لا تخرج؟.


(١) في (ب): "لا يخلو".
(٢) في (ب): "فإن".
(٣) في الأصل: "من الحال والمضي .... ".
(٤) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>