للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا نعلم خلافا في جواز تقدم هند وزيد، وأنه من عطف المفردات. انتهى.

وقوله:

وعَوْد خافض لدى عطف على ... ضمير خَفْض لازما قد جُعلا

هذا مذهب جمهور البصريين, أن إعادته لازمة إلا في الضرورة١.

وذهب الكوفيون ويونس والأخفش إلى جواز العطف عليه بدون إعادة الخافض, واختاره الشلوبين والمصنف.

ولهذا قال:

......وليس عندي لازما

ثم استدل بوروده في النثر كقراءة حمزة: "تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ"٢.

والنظم كقوله٣:

................. ... فاذهب فما بِكَ والأيامِ من عَجَب


١ فمثال إعادة الخافض, حرفا كان, نحو قوله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ} , أو اسما نحو قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ} وللأرض معطوف على الهاء في "لها" المجرورة باللام وأعيدت مع المعطوف، و"آبائك" معطوف على الكاف المجرورة بإضافة "إله", وقد أعيد المضاف مع المعطوف.
٢ بجر الأرحام وعطفه على الضمير المجرور بالياء بدون إعادة الجار, أي: بالأرحام "وهي من الآية الأولى من سورة النساء".
٣ قائله: هو من شواهد سيبويه التي لم يعلم لها قائل, وهو من البسيط.
وصدره:
فاليوم قرَّبتَ تهجونا وتشتمنا
المعنى: شرعت اليوم في شتمنا والنيل منا, فإن فعلت ذلك فاذهب، فليس غريبا منك لأنك أهل له، وليس عجيبا من هذا الزمان الذي فسد كل من فيه.
الإعراب: "قربت" فعل ماض دال على الشروع، والتاء اسمه, "تهجونا" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه ونا مفعول به، والجملة في محل نصب خبر قربت, "تشتمنا" عطف على تهجونا, "فاذهب" الفاء واقعة في جواب شرط مقدر, أي: إن تفعل ذلك فاذهب، واذهب فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه, "فما" الفاء للتعليل, "ما" نافية, "بك" متعلق بمحذوف خبر مقدم, "والأيام" معطوف على الكاف المجرورة بالباء, "من" زائدة, "عجب" مبتدأ مؤخر.
الشاهد فيه: "بك والأيام" حيث عطف "أيام" على الضمير المجرور وهو "بك" من غير إعادة الجار.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٣٠/ ٢, وابن عقيل ١٧٨/ ٢، والمكودي ص١٢٢, وابن الناظم. وذكره ابن يعيش ٧٨/ ٣، والسيوطي في الهمع ١٣٩/ ٢, وسيبويه ٣٩٢/ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>