للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تُهَاض بدار قد تقادم عهدها ... وإما بأموات ألمّ خيالها

الثاني: اختُلف في "إما" المذكورة؛ فقيل: بسيطة, وقيل: مركبة من: إن وما وهذا مذهب سيبويه، والدليل عليه اقتصارهم على "إن" في الضرورة، كقوله١:

.................... ... فإنْ جَزَعا وإن إجمالَ صبر


= الإعراب: "تهاض" فعل مضارع مبني للمجهول ونائبه ضمير مستتر فيه, "بدار" متعلق بتهاض, "قد" حرف تحقيق, "تقادم" فعل ماض, "عهدها" فاعل تقادم، وهو مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه, "وإما" الواو عاطفة وإما حرف تفصيل, "بأموات" معطوف على بدار, "ألم" فعل ماض, "خيالها" فاعل مرفوع بالضمة، وضمير الغائبة مضاف إليه.
الشاهد فيه: "بدار" أصله: إما بدار قد تقادم عهدها, وإما بأموات؛ فحذفت "إما" الأولى اكتفاء بإما الثانية.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٢٦/ ٢، وابن الناظم, والسيوطي ص٩٨، وفي همعه ١٣٥/ ٢.
١ قائله: هو دريد بن الصمة, وهو من الوافر.
وصدره:
وقد كَذَبَتْكَ نفسك فاكذبنها
اللغة: "كذبتك" بالتخفيف, "إجمال صبر" من: أجمل يجمل إجمالا إذا أحسن، وفي سيبويه: "فأكذبتها".
المعنى: يقول معزيا لنفسه عن أخيه عبد الله بن الصمة وكان قد قتل: كذبتك نفسك فيما منتك به من الاستمتاع بحياة أخيك فأكذبها في كل ما تمنيك به بعد، فإما أن تجزع لفقد أخيك وذلك لا يجدي عليك شيئا, وإما أن تجمل الصبر فذلك أجدى عليك.
الإعراب: "وقد" الواو للعطف، قد حرف تحقيق, وفي سيبويه "لقد", "كذبتك" فعل والتاء للتأنيث والكاف مفعول, "نفسك" فاعل والكاف مضاف إليه, "فاكذبنها" فعل وفاعل ومفعول, "إن" ليست شرطية في الموضعين, إنما هي بمعنى إما، والتقدير: فإما جزعا وإما إجمال صبر, "جزعا" منصوب بفعل مضمر تقديره: فإما تجزع جزعا وأيضا "إجمال": وإما تجمل إجمال صبر، والفاء للاستئناف، ويجوز أن تكون شرطية حذف جوابها، أي: فإن تجزع جزعا فعلت, وهذا قليل.
الشاهد فيه: "فإن.... وإن", فإن أصلهما: "فإما وإما"؛ فحذفت منهما "ما".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم، والسيوطي ص٩٨، وفي همعه ١٣٥/ ٢، وذكره سيبويه ١٣٤/ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>