للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإما أن تكون أخي بصدق ... فأعرف منك غثِّي من سَمِيني

وإلا فاطَّرِحْني واتخذني ... عدوا أتقيك وتَتَّقيني

وقد يستغنى عن الأولى، كقول الفرزدق١:


= اللغة: "غثي" -بفتح الغين وتشديد الثاء- من غَثَّ اللحم يغث: المهزول, "السمين" ضد الغث.
الإعراب: "فإما" حرف تفصيل, "أن" حرف مصدري ونصب, "تكون" فعل مضارع ناقص منصوب بأن المصدرية واسمه ضمير مستتر, "أخي" خبر تكون منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم وياء المتكلم مضاف إليه, "بصدق" متعلق بتكون, "فأعرف" فعل مضارع منصوب بالعطف على تكون وفاعله ضمير مستتر فيه, "منك" متعلق بأعرف, "غثي" مفعول به لأعرف منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وياء المتكلم مضاف إليه, "من سميني" مجرور بمن وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره وياء المتكلم مضاف إليه, "وإلا" الواو عاطفة وإن شرطية ولا حرف نفي، وفعل الشرط محذوف تقديره: وإلا تفعل ذلك, "فاطرحني" الفاء واقعة في جواب الشرط, "اطرح" فعل أمر وفاعله ضمير مستتر والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به, "واتخذني" فعل أمر والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول أول، وجملة اطرحني في محل جزم جواب الشرط, "عدوا" مفعول ثانٍ لاتخذ, "أتقيك" فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة والفاعل ضمير والكاف مفعول به, "وتتقيني" مضارع والنون للوقاية والفاعل ضمير وياء المتكلم مفعول به.
الشاهد فيه: "وإلا فاطرحني", حيث أناب "إلا" مناب "إما".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٢٦/ ٢، وابن الناظم، والسيوطي ص٩٨، وذكره في الهمع ١٣٥/ ٢، وابن هشام في المغني ٥٩/ ١.
١ قائله: هو ذو الرمة -وقيل: الفرزدق- من قصيدة يمدح فيها سليمان بن عبد الملك ويهجو الحجاج بن يوسف, وهو من الطويل.
اللغة: "تهاض" من الهيض -من هاض يهيض هيضا- أي: نكس بعد أن تماثل للشفاء, ويروى "تلم", وهو فعل مضارع مبني للمجهول، والضمير المستتر فيه يعود إلى النفس المذكورة في بيت سابق, ويكون معناه يصيبها اللمم وهو المرض, "تقادم" طال الزمن.
المعنى: وصف الشاعر أن نفسه كلما قاربت البرء وطمع هو في أن تندمل جروحها ويبرأ سقامها تعرضت للانتكاس ورجعت إلى الأسقام بأشد مما كانت عليه؛ وذلك بسبب رؤية الديار التي كانت مسرح هواه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>