للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال في شرح التسهيل: وكذا الواقعة بعد خفي وتعذر واستحال وغضب، وأشباهها.

قيل: وهو مذهب كوفي، وقال به القتبي، وتأوله غيرهم١.

وقوله:

بعن تجاوزا عنى من قد فطن

يعني: أن الأكثر في "عن" استعمالها للمجاوزة؛ ولذلك عدي "بها"٢ صدر وأعرض ونحوهما.

وقالوا: رويت عن فلان؛ لأن المروي "عنه مجاوز"٣ لمن أخذ عنه.

وقوله:

وقد تجي موضع بعد ... ... ................

يعني: عن نحو: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} ٤ أي: بعد طبق.

وعلى" أي: وقد تجيء عن موضع على نحو قوله:

لاهِ ابن عمك لا أُفضلتَ في حَسَب ... عني ولا أنت ديَّاني فتخزوني٥


١ بأن ضمن رضي معنى عطف.
٢ ب، جـ.
٣ جـ, وفي أ، ب "مجاز".
٤ الآية ١٩ من سورة الانشقاق.
٥ قائله ذو الأصبع العدواني، واسمه: حرثان بن الحارث العدواني وهو أحد بني عدوان, بطن من جديلة, من قدماء الشعراء في الجاهلية.
والبيت من قصيدة من البسيط, قالها في مزين بن جابر.
الشرح: "لاه ابن عمك" أي: لله در ابن عمك, "دياني" القيِّم بالأمر الذي يجازي فلا يضيع عنده خير ولا شر, "تخزوني" تسومني الذل وتقهرني.
المعنى: لله ابن عمك, فلقد ساواك في الحسب وشابهك في رفعة الأصل وشرف المحتد، فما من مزية لك عليه ولا فضل تفتخر به عليه، ولا أنت مالك أمره والمدبر لشئونه فتقهره وتذله.
الإعراب: "لاه" أصلها "لله" فهي جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم, ثم حذف لام الجر وأبقي عمله شذوذا فصار "الله" ثم حذف أداة التعريف, "ابن" مبتدأ مؤخر, "عمك" مضاف إليه والكاف مضاف إليه, "لا" نافية, "أفضلت" فعل ماض مبني للمجهول والتاء نائب فاعل, "في حسب" جار ومجرور متعلق بأفضلت, "عني" جار ومجرور متعلق بأفضلت, "ولا" الواو عاطفة، ولا لتأكيد النفي, "أنت" ضمير منفصل مبتدأ, "دياني" خبر =

<<  <  ج: ص:  >  >>