للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بل إن لم يكن أكثر فهو "مساوٍ"١.

فإن قلت: إِلَامَ أشار بقوله: "ونحوه أتى"؟

قلت: يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون أشار إلى ما ورد من دخول الكاف على الضمير في غير البيت المشار إليه, كقول الشنفرى:

لئن كان من جن لأبرح طارقا ... وإن يك إنسا ما كها الإنس تفعل٢

ولا حجة في قوله:

......... ... كَهُ ولا كَهُنَّ إلا حاظلا٣


١ ب, وفي أ "متساوي", وفي جـ "مساوي". راجع الأشموني ٢/ ٢٨٧.
٢ قائله الشنفرى الأزدي، واسمه براق. وهو من قصيدته المشهورة, من الطويل.
الشرح: "لأبرح" أي: جاء بالبرح وهو الشدة, "طارقا" من طرق أهله, إذا أتاهم ليلا.
الإعراب: "لئن" اللام للتأكيد وإن شرطية, "كان" فعل ماض ناقص فعل الشرط واسمه ضمير مستتر, "من جن" جار ومجرور في محل نصب خبر كان, "لأبرح" جواب الشرط, "طارقا" حال منصوب بالفتحة الظاهرة, "وإن يك" أصله: يكن؛ حذفت النون للتخفيف لكثرة استعماله في الكلام واسمه ضمير مستتر فيه, "إنسا" خبر يك, "ماكها" ما نافية والكاف للتشبيه دخلت على الضمير, "الإنس" مبتدأ, "يفعل" فعل مضارع وفاعله ضمير والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد في: "ما كها", حيث دخلت الكاف على الضمير, وهو شاذ.
مواضعه: ذكره السيوطي في همع الهوامع ٢/ ٣٠, وفي شرحه للألفية ص٧١.
٣ عجز بيت قائله رؤبة بن العجاج يصف حمارا وأتنه, وهو من قصيدة مرجزة مسدسة, وصدره:
ولا ترى بعلا ولا حلائلا
الشرح: "بعلا" زوجا، "حلائلا" -بالحاء المهملة- زوجات, "حاظلا" المانع من التزويج.
المعنى: لا ترى من الأزواج والزوجات من يحبس نفسه على صاحبه ولا يتطلع إلى غيره كحمار الوحش وأتنه، إلا من منع أنثاه عن التزويج بغيره، كانت عادة الجاهلية إذا طلّقوا امرأة منعوها أن تتزوج بغيرهم إلا بإذنهم.
الإعراب: "لا" نافية, "ترى" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه, "بعلا" مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة, "ولا" الواو عاطفة, ولا لتأكيد النفي, "حلائلا" معطوف على قوله: "بعلا", "كه" متعلق بمحذوف حال من "بعلا", "ولا كهن" متعلق بمحذوف حال من "حلائلا", "إلا" أداة استثناء ملغاة, "حاظلا" مفعول ثانٍ لترى منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد: في "كه وكهن" حيث جر الضمير بالكاف، وهو شاذ.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص٤٨, وابن هشام ٢/ ١٥٢, وابن عقيل ٢/ ١٠، والأشموني ٢/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>