للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأول: أن تمييز العدد لا يمتنع جره "بمن" مطلقا, "لكن"١ يشترط أن يجمع نحو: "عندي عشرون من الدراهم".

الثاني: أنه أطلق فيما هو فاعل في المعنى, وهو مقيد.

قال الشارح٢: لا يجوز جره "بمن" إلا في تعجب أو شبهه.

قولهم: "لله دره من فارس".

وقال الشاعر:

................... ... فنِعْمَ المرءُ من رجل تَهَامي٣


١ أ، جـ, وفي ب "بل".
٢ الشارح في شرحه للألفية ص١٤٥.
٣ عجز بيت من الوافر. قال العيني: قائله أبو بكر بن الأسود المعروف بابن شعوب الليثي, وشعوب أم الأسود هذا. وقال ابن دريد: قائله بجير بن عبد الله.
وصدره:
تخيره فلم يعدل سواه
الشرح: "تخيره" اختاره واصطفاه, "لم يعدل" يمل, "تهام" نسبة إلى تهامة, وهو بفتح التاء وتطلق على مكة، وعلى أرض معروفة في بلاد العرب، وكان من حقه أن يقول: "تهامي" -بكسر التاء وتشديد ياء النسب- قياسا على أمثاله كما تقول: عراقيّ، وحجازيّ، ولكنهم خصوا هذه الكلمة عند النسب إليها بحذف إحدى ياءي النسب وفتحوا أوله عوضا عن هذه الياء المحذوفة.
وقبل هذا البيت:
فدعني أصطبح يا بكر إني ... رأيت الموت نَقَّب عن هشام
المعنى: أن الموت اختار هشاما فلم يحد عنه إلى غيره، وهو نعم الرجل من تهامة.
الإعراب: "تخيره" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو وضمير الغائب مفعول به, "فلم" الفاء عاطفة، لم نافية جازمة, "يعدل" فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره هو, "سواه" مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف وضمير الغائب مضاف إليه, "فنعم" الفاء العاطفة، نعم فعل ماض لإنشاء المدح, "المراء" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة, "من" حرف جر زائد, "رجل" تمييز لفاعل نعم منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد, "تهام" نعت لرجل.
الشاهد: في "رجل" فإنه تمييز وهو فاعل في المعنى، لكنه لما كان غير محول عن الفاعل جاز فيه جره "بمن".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١٤٥, وابن هشام ٢/ ١١٣، والأشموني ١/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>