للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثانية: قد يكون بجمع نحو: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} ١, وقد تكون بتفريق، وله طريقان:

إحداهما: أن تولي كل حال صاحبه نحو: "لقيت مصعدا زيدا منحدرا" "ولا إشكال فيها"٢.

"والأخرى: أن تؤخرهما نحو: "لقيت زيدا مصعدا منحدرا"٣"٤.

فإن لم تكن قرينة تعين, جعل الأولى للثاني "والثانية"٥ للأول، لتتصل إحداهما "بصاحبه"٦ خلافا لمن عكس.

وإن وجدت قرينة عمل بها، نحو:

خرجت بها أمشي تجر وراءنا٧ ... ..................


١ من الآية ٣٣ من سورة إبراهيم. دائبين: يدأبان في سيرهما وإنارتهما وإصلاح ما يصلحانه من المكونات, والأصل: دائبة ودائبا.
٢ أ، جـ٥.
٣ "مصعدا" حال من "زيد", "منحدرا" حال من التاء.
٤ أ، جـ, وفي ب "الثانية: ألا يولي كل حال صاحبه".
٥ أ، جـ، وفي ب "والثاني".
٦ ب.
٧ هذا صدر بيت من كلام امرئ القيس بن حجر الكندي, من معلقته المشهورة من الطويل.
وعجزه:
على أثريْنا ذيل مِرْط مُرَحَّل
الشرح: المرط -بكسر الميم وسكون الراء- كساء من خز أو صوف، "المرحل" -بالحاء المهملة- الذي فيه علم, أي: خطوط.
المعنى: أخرجت محبوبتي من خِدْرها في حال كوني ماشيا, وهي تجر على أثري قدمي وقدميها ذيل مرط؛ لتخفي الأثر عن القافلة قصدا للستر.
الإعراب: "خرجت" فعل وفاعل, "بها" متعلق بخرج, "أمشي" فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، والجملة في محل نصب حال من تاء المتكلم في خرجت, "تجر" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي, والجملة في محل نصب حال من ضمير الغائبة في بها, "على" حرف جر, "أثرينا" مجرور بعلى وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى, ونا مضاف إليه, "ذيل" مفعول به لتجر, منصوب بالفتحة الظاهرة, "مرط" مضاف إليه, "مرحل" نعت لمرط مجرور بالكسرة الظاهرة. الشاهد: في "أمشي" "تجر", فجملة أمشي في محل نصب حال من تاء المتكلم في "خرجت", وجملة "تجر" في محل نصب حال من "هاء" الغائبة في "بها", وقد جاء بالحالين على نفس ترتيب صاحبهما, معتمدا في ذلك على قيام القرينة, وذلك من قِبَل أن قوله: "أمشي" مذكر، وقوله: "تجر" مؤنث، وقد علم أن الحال يلزم أن يطابق صاحبه.
مواضعه: ذكره ابن هشام في شرحه للألفية ٢/ ٩٨, والسيوطي في همع الهوامع ١/ ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>