للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إن حذفه مخصوص بالضرورة، والصحيح جوازه في الاختيار، وإن كان الأول ففيه تفصيل سيأتي.

فإن قلت: ما معنى قوله: "والتزم ما التزما"؟

قلت: "يحتمل"١ ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون المراد: "والتزم ما التزما" من مطابقة الضمير للظاهر، وهو رأي الشارح٢.

والثاني: أن يكون المراد: "والتزِم ما التزِم" مما سيذكره من وجوب حذفه من الأول في بعض الأحوال، وتأخيره في بعضها.

والثالث: أن يكون المراد: "والتزم ما التزم" وهو العمدة، فلا تحذفه، بخلاف الفضلة. فيؤخذ منه جواز حذف ضمير المفعول معمولا للثاني، وهو حسن فليس هذا الكلام كما قيل حشوا.

ثم قال:

كيُحسنان ويسيء ابناكا ... ..................

هذا مثال لإعمال الثاني, "ولذا"٣ أضمر في الأول فقال: "يحسنان".


= الإعراب: "بعكاظ" مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث ... "يعشى" فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء, "الناظرين" مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم, "إذا" ظرفية تضمنت معنى الشرط, "لمحوا" فعل ماض وواو الجماعة فاعل, "شعاعه" فاعل يعشى مرفوع بالضمة الظاهرة وضمير الغائب مضاف إليه.
الشاهد: في "يعشى ... لمحوا شعاعه" حيث تنازع كل من الفعلين شعاعه، فالفعل الأول "يعشى" يطلب فاعلا له، والفعل الثاني "لمحوا" يطلب مفعولا، وقد أعمل فيه الأول، وأعمل الثاني في ضميره ثم حذف ذلك الضمير ضرورة، وأصل الكلام قبل تقديم العاملين: "يعشى الناظرين شعاعه إذا لمحوه" ثم صار بعد تقديمهما: "يعشى الناظرين إذا لمحوا شعاعه".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن هشام ٢/ ٢٧، وابن عقيل ١/ ٣١١, والسندوبي، والأشموني ١/ ٢٦، والسيوطي ص٥٧.
١ أ، ب, وفي جـ "محتمل".
٢ قال الشارح ص١٠٤: ".... المهمل هو الذي لم يسلط على الاسم الظاهر وهو يطلبه في المعنى, فيعمل في ضميره مطابقا له في الإفراد والتذكير وفروعهما، وإلى ذلك أشار بقوله: "والتزم ما التزما"".
٣ أ، وفي ب، جـ "ولذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>