للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظاهر كلام المصنف جواز ذلك، وخصه المغاربة بالضرورة.

ثم قال: وكعسى حرى, أي: في المعنى؛ لأنها للرجاء كما سبق.

............... ولكن جعلا ... خبرها حتما بأن متصلا

فيقال "حري زيد أن يفعل"، ولا يجوز "حري زيد يفعل"، وقل من ذكر "حري".

ثم قال:

وألزموا اخلولق أن مثل حري

فيقال: "اخلولق زيد أن يفعل"، ولا يجوز "اخلولق زيد يفعل".

ثم قال: وبعد أوشك انتفا "أن" نزرا, فهي مثل "عسى" في ذلك ومن انتفاء "أن" بعدها قوله:

يوشك من فر من منيته ... في بعض غراته يوافقها١

ثم قال:

ومثل كاد في الأصح كربا


١ قائله: أمية بن أبي الصلت الثقفي, شاعر جاهلي, وقال صاعد: هو لرجل خارجي، أي من الخوارج وهو من قصيدة هائية من المنسرح.
الشرح: "منيته" المنية: الموت، "غراته" جمع غرة -بكسر الغين- وهي الغفلة, "يوافقها" يصيبها ويقع فيها.
المعنى: إن من فر من الموت في الحرب لقريب الوقوع بين براثنه في بعض غفلاته.
الإعراب "يوشك" فعل مضارع ناقص, "من" اسم موصول اسمها, "فر" فعل ماض والفاعل ضمير مستتر فيه والجملة لا محل لها صلة, "من منيته" جار ومجرور متعلق بفر والهاء مضاف إليه, "في بعض" جار ومجرور متعلق بقوله يوافقها, "غراته" مضاف إليه, "يوافقها" فعل مضارع وفاعله مستتر فيه والضمير مفعول به، والجملة في محل نصب "يوشك".
الشاهد: "يوافقها" حيث أتى بخبر "يوشك" جملة فعلية مضارع مجرد من "أن" وهذا قليل. مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص٦٣، ابن هشام ١/ ٢٢٥، ابن عقيل ١/ ١٩٠، الأشموني ١/ ١٢٩، وابن يعيش في شرح المفصل ١/ ١٢٦، وسيبويه ج١ ص٤٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>