المعنى: اتركاني يا خليلي من ذكر هذه البلاد، فإن ما وقع فيها من مشاق الجدب جعلنا أضحوكة ونحن شيوخ، وشيبتنا أهوالها ونحن مرد. الإعراب: "دعاني" فعل أمر وألف الاثنين فاعله والنون للوقاية، والياء مفعول به "من نجد": متعلق بدعا, "فإن" الفاء للتعليل إن: حرف توكيد ونصب, "سنينه" اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة والهاء مضاف إليه, "لعبن" فعل ماض ونون النسوة فاعله. والجملة في محل رفع خبر إن, "بنا" جار ومجرور متعلق بلعب, "شيبا" حال من الضمير المجرور بالباء, "وشيبتنا" الواو عاطفة والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل رفع معطوفة على الجملة الواقعة خبر إن, "مردا" حال من المفعول الذي هو ضمير المتكلم ومعه غيره. الشاهد فيه: على إجراء سنين مجرى حين في الإعراب بالحركات والتزام النون مع الإضافة، ولو لم يجعل الإعراب بالحركة على نون الجمع لحذف النون وقال: فإن سنيه. واعلم أن هذه لغة بني عامر، فإنهم يعربون المعتل اللام بالحركات في النون كما في غسلين ويقولون هذه سنين ورأيت سنينا وأقمت بسنين، وعلى هذا ما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: "اللهم اجعلها عليهم سنينًا كسنين يوسف" , وتميم أيضا يجعلون الإعراب في النون ولكن لا ينونونها فيقولون: سنينُ وسنينَ وسنينِ جره بالكسر ولا تسقط النون ههنا ولو عند الإضافة؛ لأنها نزلت منزلة نون مسكين. مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١٩، وابن هشام ١/ ٤١، وابن عقيل ١/ ٣١، والشاطبي، وداود، والسندوبي، والأشموني ١/ ٣٧، والمكودي ١/ ١٢.