للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فواحد الكلم هنا كلمة يراد بها الشخص لا الجنس فتأمله.

وأورد على "الناظم"١ أنه قسم الكلم إلى غير أقسامه؛ لأن الاسم والفعل والحرف أقسام للكلمة لا أقسام للكلم، وأقسام الكلم أسماء وأفعال وحروف؛ لأن علامة صحة القسمة جواز إطلاق٢ اسم المقسوم على كل واحد من الأقسام.

والجواب: أن هذا من تقسيم الكل إلى "أجزائه"٣ وإنما يلزم صدق اسم المقسوم على كل من الأقسام في تقسيم الكلي إلى جزئياته٤ والناظم لم يقصد ذلك.

وأورد عليه أيضا أن إدخال "ثم" في قوله "ثم حرف" ليس بجيد؛ لأن ثم للتراخي وإذا قسمنا شيئا إلى أشياء فنسبة كل واحد من الأقسام إلى الشيء المقسم نسبة واحدة, والجوب: أن ثم في قوله: "ثم حرف" يحوز أن يكون استعملها٥ بمعنى الواو؛ "لأنها المعهودة في مثل ذلك"٦، ويجوز أن تكون على بابها للتنبيه على تراخي مرتبة الحرف عن الاسم والفعل، لكونه فضلة، وكل منهما يكون عمدة.

وقوله: "واحده كلمة".

الضمير للكلم أي: واحد الكلم كلمة، فكل من الاسم والفعل والحرف كلمة "وجد بها"٧ لفظ بالفعل أو بالقوة دل بالوضع على معنى مفرد، وتطلق في الاصطلاح مجازا على أحد جزءي العلم المضاف نحو: "امرئ القيس"


١ هو محمد بن عبد الله بن مالك جمال الدين الطائي الجبائي النحوي ولد سنة ٦٠٠ ستمائة وتعلم في دمشق وتصدر لتعليم العربية في حلب، أما النحو والصرف فكان فيهما بحرا لا يشق لججه واشتهر بالألفية التي نظمها في النحو وتعرف باسمه, وصنف تصانيف مشهورة وكان أمة في الاطلاع على الأحاديث وأشعار العرب وهو يستشهد بهما بعد القرآن الكريم, وتوفي سنة ٦٧٢هـ ودفن في دمشق.
٢ ب، ج.
٣ ب، ج, وفي أ "جزئياته" وفي النسخ "تقسيم الكلي" وهو: تحليل المركب إلى أجزائه التي تركب منها. أبو خضري ١/ ٢٢.
٤ هو ضم قيود إلى أمر مشترك لتحصل أمور متعددة بعدد القيود، أبو خضري ١/ ٢٢.
٥ أ، ب, وفي ج "استعمالها".
٦ أ.
٧ أ، ب, وفي ج "وحدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>