للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما في غير الشعر فنحو قولك في جواب من سألك فقال لك ١: أي شيء عندك؟ زيد أو عمرو أو محمد الكريم أو علي العاقل. فإنما جوابه الذي لا يقتضي السؤال غيره أن يجيبه بنكرة في غاية "شياع مثلها"٢ فيقول ٣: جسم. ألا ترى أنه قد يجوز أن يكون في قوله: أيّ شيء عندك إنما أراد أن يستفصلك بين أن يكون عندك علم أو قراءة أو جود أو شجاعة, وأن يكون عندك جسم ما. فإذا قلت: جسم فقد فصلت بين أمرين قد كان يجوز أن يريد منك فصلك بينهما, إلّا أن جسمًا وإن كان قد فصل بين المعنيين فإنه مبالغ في إبهامه. فإن تطوّعت زيادة على هذا قلت: حيوان. وذلك أن حيوانًا أخص من جسم, كما أن جسمًا أخص من شيء, فإن تطوع شيئًا آخر قال في جواب أي شيء عندك: إنسان؛ (لأنه أخص من حيوان, ألا تراك تقول: كل إنسان حيوان, وليس كل حيوان إنسانًا, كما تقول: كل إنسان جسم, وليس كل جسم إنسانًا. فإن تطوَّع بشيء آخر قال: رجل. فإن زاد في التطوع شيئًا آخر٤ قال: رجل عاقل, أو نحو ذلك. فإن تطوع شيئًا آخر قال: زيد أو عمرو "أو نحو ذلك"٥.

فهذا كله تطوع بما لا يوجبه سؤال هذا السائل.

ومنه قول أبي دواد:

فقصرن الشتاء بعد عليه ... وهو للذود أن يقسمن جار٦


١ سقط في د، هـ، ز.
٢ في ش: "الشياع".
٣ د، هـ، ز: "فنقول".
٤ سقط هذا في ش.
٥ كذا في ش، ز وسقط ما بين القوسين في د، هـ.
٦ هذا في وصف فرس، يقول: إنه أوثر بلبن الإبل في الشتاء, فصارت الإبل مقصورات عليه، لا يشركه غير في ألبانهن, وذكر أن هذا الجراد جار للإبل وحام لها، إذ يمنع العدو أن يغير عليها فيتقسمها وينهبها. والذود: القطع من الإبل. وقوله. "فقصرن" في ش: "فقمن" وهو خطأ. وانظر اللسان "قصر"، والكتاب ١/ ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>