للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في روابي عدمليّ شامخ ال ... أنف فيه إرث مجدٍ وجمال١

فاتَّبعنا ذات أولانا الألى ال ... موقدي الحرب وموفٍ بالحبال٢

فقاد القصيدة كلها، على أن آخر مصراع كل بيت منها منتهٍ إلى لام التعريف، غير بيت واحد؛ وهو قوله:

فانتجعنا الحارث الأعرج في

فصار هذا البيت الذي نقض القصيدة أن تمضي على ترتيب واحد هو أفخر ما فيها, وذلك أنه دلَّ على أن هذا الشاعر إنما تساند إلى ما في طبعه ولم يتجشَّم إلّا ما في نهضته ووسعه من غير اغتصاب له ولا استكراه أجاءه إليه؛ إذ لو كان ذلك على خلاف ما حدَّدْناه, وأنه إنما صنع الشعر صنعًا, وقابله بها ترتيبًا ووضعًا؛ لكان قمنا ألا ينقض ذلك كله٣ بيت واحد يوهيه ويقدح فيه. وهذا واضح.

وأما قول الآخر:

قد جعل النعاس يغرنديني ... أدفعه عني ويسرنديني٤

فلك فيه وجهان: إن شئت جعلت رويَّه النون؛ وهو الوجه. وإن شئت الياء، وليس بالوجه.

وإن أنت جعلت النون هي الروي فقد التزم الشاعر فيها أربعة أحرف غير واجبة, وهي الراء والنون والدال والياء. " ألا ترى أنه يجوز معها يعطيني


١ الروابي: جمع الرابية، وهي ما علا من الأرض. العدملي: القديم. يصف بيت شرفه ومجده.
٢ "ذات أولانا" كلمة "ذات" صلة، وهذا من إضافة الملغي إلى المعتبر، أي: اتبعنا أولانا, أي: قبيلنا الأول، والألى أصله الأول، فجرى في الكلمة قلب مكاني. وقوله: "وموف بالحيال" فالمراد: ومنهم موف. والحبال. العهود.
٣ سقط هذا في ش.
٤ الآغر نداء والآسر نداء: العلو والغلبة. وورد الرجز في اللسان في "سرد"، "غرند" من غير عزو.

<<  <  ج: ص:  >  >>