للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا كله شاذ ولعله جميع ما جاء منه. وأما على القول الآخر فإنه -لعمري- قد حذف حرف العطف مع١ المعطوف به وهذا ما لا بد منه؛ ألا ترى أنه إذا حذف المعطوف لم يجز أن يبقى الحرف العاطفه قبله بحاله؛ لأن حرف العطف لا يجوز تعليقه٢. فإن قلت فقد قال٣:

قد وعدتني أم عمرو أن تا ... تدهن رأسي وتفليني وا٤

وتمسح القنفاء حتى تنتا

فإنما جاز هذا لضرورة الشعر, ولأنه أيضًا قد أعاد الحرف في أول البيت الثاني فجاز تعليق الأول بعد أن دعمه بحرف الإطلاق وأعاده فعرف ما أراد بالأول فجرى مجرى قوله ٥:

عجل لنا هذا وألحقنا بذا ال ... الشحم إنا قد مللناه بجل٦

فكما٧ علق حرف التعريف مدعومًا بألف الوصل وأعاده فيما بعد فكذلك علق حرف العطف مدعومًا بحرف الإطلاق وأعاده فيما بعد. فإن قلت: فألف قوله " وا "٨ ملفوظ بها وألف الوصل في قوله "بذا ال " غير ملفوظ بها قيل: لو ابتدأت اللام لم يكن من الهمزة بد. فإن قلت: أفيجوز على هذا "قام زيدوه, وعمرو " فتجري


١ كذا في أ. وفي ش، ب: "من".
٢ يريد بذلك ألا يكون له تأثير ظاهر يحذف المعطوف.
٣ أي حكم بن معية التميمي. انظر الموشح٢٠.
٤ "تفليني" في أ، ب: "تفديني" وقوله: "وا" كذا في أ، ب. وفي اللسان في "تتأ" و"قنف" و"فلى". وقد أصلحت في ش: "واتا" وهو إفساد للشعر ومجافاة للرواية "والقنفاء" الكمرة، و"تنتا" أي تنتأ وتبدو، وضبط في الموشح "تنتا" بكسر التاء وهي لغة.
٥ نسب في سيبويه ٢/ ٢٧٣ إلى غيلان وهو غيلان بن حريث الربعي الراجز كما في العيني ١/ ٥١٠ على هامش الخزانة.
٦ "الشحم" في سيبويه والعيني "بالشحم" و"بجل" أي حسب، وقوله "بذا ال" رسم في أ، والكتاب "بذل".
٧ كذا في أ، ب. وفي ش: "وكما".
٨ كذا في أ، ب. وفي ش: "تا".

<<  <  ج: ص:  >  >>