للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحسن الصلاة، وما ألذ الصلاة، وما أطيب الحياة وأهنأها في ظلال الصلاة!

ثمرات الصلاة:

لكل عبادة خالصة لله تعالى ثمرات وآثار حسنة في الدنيا والآخرة، ولا ريب أن للصلاة من ذلك حظًا أوفر ونصيبًا أكبر، فمن ذلك:

أولاً: تكفير السيئات، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) (١).

ثانيًا: إصلاح حال العبد بنهيه عن المعاصي وإسراعه إلى الطاعات، قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: ٤٥].

قال ابن عطية: " المصلي إذا كان على الواجب من الخشوع والإخبات، وتذكر الله تعالى وتوهم الوقوف بين يدي العظمة، وأن قلبه وإخلاصه مطلَّع عليه مرقوب؛ صلحت لذلك نفسه، وتذللت وخامرها ارتقاب الله تعالى، فاطرد ذلك في أقواله وأعماله، وانتهى عن الفحشاء والمنكر ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حاله، فهذا معنى هذا الإخبار؛ لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون" (٢).

وقال ابن عاشور: " إن الصلاة تشتمل على مذكرات بالله من أقوال وأفعال من شأنها أن تكون للمصلي كالواعظ المذكر بالله تعالى؛ إذ ينهى سامعه عن ارتكاب ما لا يرضي الله. وهذا كما يقال: صديقك مرآة ترى فيها عيوبك. ففي الصلاة من الأقوال تكبير لله وتحميده وتسبيحه والتوجه إليه بالدعاء والاستغفار وقراءة فاتحة الكتاب المشتملة على التحميد والثناء على الله، والاعتراف بالعبودية له وطلب الإعانة والهداية منه واجتناب


(١) رواه مسلم (١/ ٢٠٩).
(٢) المحرر الوجيز، لابن عطية (٤/ ٣٧٢).

<<  <   >  >>