فإذا كان الانشغال عنها بطلب الرزق فكيف يرجى الرزق من رزّاق أمر في ذلك الوقت بترك العمل والذهاب إلى الصلاة؟ وكيف يريد التارك للصلاة رزقاً مباركاً من عند الله وهو يعصيه؟
وإن كان الانشغال عنها بالنوم فالنوم عذر حتى يستيقظ النائم فيصلي، أما إذا تعمد النوم قبيل وقت الصلاة وهو ناوٍ تركها فليس بعذر. وفي هذه الأيام وسائل حديثة تعين على الاستيقاظ مهما ثقل النوم.
وإن كان الانشغال عنها بالاعتكاف أمام الشاشات المختلفة فأين قوة الإيمان التي تجعل صاحبها ينتفض ويترك المشاهدة مهما كان استمتاعه بها، لينطلق ليجيب داعي الله تعالى؟ لأن الآخرة خير وأبقى من الدنيا وما فيها. هذا إذا خلت تلك المشاهد من الحرام، أما إذا كانت في الحرام فهذه لها حديث آخر.
إني لأعجب والله من إنسان يقول: إنه مسلم، ولكن لا يصلي قط! فأي قلب يستطيع أن يعيش صاحبه سعيداً بدون صلاة، وأي عقل يمكن أن يصدق قول صاحبه: إنه مسلم وهو لا يصلي قط؟!
فيا تارك الصلوات الخمس، تعال إليها وستجد فيها راحتك وطمأنينتك، واستقرارك النفسي، وستذوق فيها طعم الحياة، وستلتذ بها لذة عظيمة. وسترى فيها النور الذي يهديك إلى صلاح الدنيا والآخرة.
تعال وذقْ وستعرف قيمة الصلاة التي ضيعتها فضيعت بذلك سرورك وراحتك. فما