للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحلاوة الخدمة" (١).

قال الحسن البصري: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق" (٢).

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لولا ثلاث لأحببت أن أكون في بطن الأرض لا على ظهرها: لولا إخوان لي يأتوني ينتقون طيب الكلام كما ينتقي طيب التمر، أو أعفر وجهي ساجداً لله عز وجل، أو غدوة أو روحة في سبيل الله عز وجل" (٣).

لقد وجد الذين عرفوا حقيقة الصلاة فيها لذتهم، فكبر شأنها في نفوسهم، فظهر عليهم ما يدل على ذلك؛ فقد " كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه، فقيل له: مالك يا أمير المؤمنين؟ فيقول: جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتُها. ويروى عن علي بن الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟! " (٤).

ولما كانت ذات أثر في نفوسهم وصلوا إلى ظهور الندم عليهم لتقصيرهم في جزء منها إن حصل ذلك من غير عمد.

"قال حاتم الأصم: فاتتني الصلاة في الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف؛ لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا!

وروي أن السلف كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبير الأولى، ويعزون


(١) فيض القدير، للمناوي (٤/ ٨٩).
(٢) مدارج السالكين، لابن القيم (٢/ ٤٢٤).
(٣) الزهد لابن حنبل (ص: ١٣٥).
(٤) إحياء علوم الدين، للغزالي (١/ ١٥١).

<<  <   >  >>