للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصورة الظاهرة ظهورًا خفيفًا (١) يراه المتفرّسون، وتظهر في الأعمال ظهورًا يراه كلّ أحد. ولا يزال يقوى حتى يستتبعَ (٢) الصورة، فتنقلب له الصورة بإذن الله، وهو المسخ التامّ، فيقلب الله سبحانه (٣) الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان، كما فعل باليهود وأشباههم، ويفعل بقوم من هذه الأمة: يمسخهم قردة وخنازير (٤).

فسبحان الله، كم من قلب منكوس وصاحبُه لا يشعر! وقلبٍ ممسوخ، وقلب مخسوفٍ به! وكم من مفتون بثناء الناس عليه، ومغرورٍ بستر الله عليه"، ومستدرج بنعَم الله عليه! وكل هذه عقوبات وإهانة، ويظنّ الجاهل أنها (٥) كرامة.

ومنها: مكر الله بالماكر، ومخادعته للمخادع، واستهزاؤه بالمستهزئ، وإزاغته لقلب الزائغ عن الحق.

ومنها: نكسُ القلبِ حتى يرى الباطل حقًّا والحق باطلًا، والمعروف


= الْغَافِلُونَ (١٧٩)﴾ [الأعراف: ١٧٩]. وانظر سورة الفرقان [٤٣ - ٤٤].
(١) ما عدا ل: "خفيًا".
(٢) ز: "تستبشع"، ولعله تصحيف.
(٣) "الصورة … سبحانه" ساقط من ف.
(٤) كما جاء في حديث أبي عامر -أو أبي مالك- الأشعري أنه سمع النبي يقول: "ليكونن من أمَّتي أقوام يستحلون الحِرَ، والحرير، والخمر، والمعازف. ولينزلن أقوام إلى جنب علَمٍ، يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيّتهم الله، ويضع العلم. ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة". أخرجه البخاري في الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسمّيه بغير اسمه (٥٥٩٠).
(٥) "أنها" ساقط من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>