وفى قصة الثلاثة أصحاب الغار , لما نزلت صخرة فسدّت عليهم باب الغار , توسل الأول بعمل صالح فانفرجت الصخرة شيئا يسيرا حتى رأوا النور , فلما توسل الثانى انفرجت أكثر حتى رأوا السماء , فلما توسل الثالث انفرجت الصخرة حتى خرجوا يمشون , فعلى قدر عطائك تعطى , وعلى قدر سعيك تمنح.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس في حلقة من أصحابه فدخل ثلاثة , فأما الأول: فوجد فرجة فجلس فيها , وأما الثانى: فاستحيى فجلس خلف الحلقة , وأعرض الثالث فمشى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو أخبركم بخبر الثلاثة نفر , أما الأول: فأوى إلى الله فآواه الله وأما الثانى: فاستحيى فاستحيى الله منه , وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه ". [متفق عليه]
فان أويت إلى الله آواك , وان أعرضت عنه أعرض عنك وطردك وألقاك. قال الله - جل جلاله - عن يونس عليه السلام " فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
(الصافات: ١٤٣ - ١٤٤) .. مع أنه نبى .. نعم: فلا أحد عزيز على الله - مهما بلغت منزلته - ان لم يئو الله .. فائو إلى الله ولا تعرض.
قال ابن القيم رحمه الله: " وأيما جهة أعرض الله عنها أظلمت أرجاؤها ودارت بها النحوس ".
ائو إلى الله وابدأ .. ابدأ خطوة .. اعمل .. اتعب .. تحرك .. اسع وسوف يتم عليك بخير.