ودائما معلوم أن نقطة البداية هى الاشق , وانطلاقة البداية هى الأصعب , وهذا هو عين الابتلاء من الله - سبحانه وتعالى - " فاذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم "(محمد: ٢١) فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعل فصدق العزيمة جمعها وجزمها وعدم التردد فيها بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوّم.
فاذا صدقت عزيمته بقى عليه صدق الفعل , وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه , وأن لا يتخلف عنه بشىء من ظاهره وباطنه , فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الارادة والهمة , وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور. ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره. وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل , فأصدق الناس من صح اخلاصه وتوكله ".
فأخى الحبيب , أنت مبتلى بأن تبدأ , وممتحن بأن تصدق , فإذا بدأت كما يحب أتم لك كما تحب ..
والانقطاع سببه البداية الضعيفة. فان السائر ان فتر عزمه استمر سيره بقوة الدفع الأولى. فأين بدايتك أيها الحبيب؟ أعطنى الدفعة الأولى واترك الأقساط على الله.