للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلام عبد لعبد , فأعتق العبد عبده , فكيف اذا جرى هذا الكلام مع السيد الكريم الله؟! .. اللهم أعتق رقابنا من النار .. آمين.

نعم: لو جرى هذا الكلام على لسانك لربك لتحررت من العبودية لغيره , ولكن من الذي يجريه على لسانك , وماذا قدمت لكى يجريه؟! لابد أن تبدأ أنت أولا .. ان الله اذا أراد عبده لأمر هيأه له وأجراه على لسانه فهو - سبحانه - الذي ينطق لسانه , قال - تعالى - " أنطقنا الله الذي أنطق كل شىء " (فصلت: ٢١) .. أنطق كل شىء .. سبحانه وتعالى.

ولذلك قال الله - تعالى " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم " (البقرة: ٣٧) , فالله - تعالى - هو الذي أجرى على لسان آدم كلمات التوبة منّ بقبولها , فكان الفضل منه اولا وآخرا. نعم: وفقه للتوبة فتاب , وقبل توبته , لأنه - تعالى - تواب رحيم.

أيها الاخوة , ان هذه القضية تحتاج إلى وقفة كبيرة , فالايمان لا ياتى طفرة وإنما له مقدمات وتمهيدات تحتاج منك إلى استعانة بالله وعمل , اللهم ثبت على الايمان قلوبنا , وارزقنا فهما في الدين يرضيك عنا .. آمين.

ان الذي ينظر في قصة السحرة , سحرة فرعون مع موسى , هؤلاء الذين آمنوا في لحظة وتعرضوا لاقصى انواع التهديد: لأقطعن ولأصلبن ولأفعلن ولأفعلن , فثبتوا وقالوا " فاقض ما أنت قاض " (طه: ٧٢) - ان الناظر إلى هؤلاء يظن انهم حصلوا على الايمان في لحظة , لم ينظر لقدر الله كيف عمل في هؤلاء السحرة سنين ليعدهم لتلك اللحظة. لم اختير هؤلاء السحرة بالذات؟ ولم وجدوا في هذا المكان بالذات؟! والجواب: لأنهم سعوا .. نعم - أخىّ -: ان القضية تحتاج منك إلى سعى.

<<  <   >  >>