للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقُرئَ (١): (أنَّ) بالفتحِ على التَّعليلِ لقيامِ السَّاعة بأنَّ جهنَّمَ كانَتْ مِرصادًا؛ كأنَّهُ قِيلَ: كان ذلك لإقامةِ الجزاءِ (٢).

* * *

(٢٢) - ﴿لِلطَّاغِينَ مَآبًا﴾.

﴿لِلطَّاغِينَ مَآبًا﴾؛ أي: مَرجِعًا أو مَأوىً، بدلٌ مِن قَولهِ تَعالى: ﴿مِرْصَادًا﴾.

* * *

(٢٣) - ﴿لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا﴾.

﴿لَابِثِينَ فِيهَا﴾ حالٌ مُقدَّرةٌ مِن الضَّميرِ في ﴿لِلطَّاغِينَ﴾.

وقُرئَ: ﴿لَابِثِينَ﴾ (٣)، وهو أقوَى؛ لأنَّ اللابِثَ مَن وُجِدَ منه اللَّبثُ وإنْ قلَّ، وهو المكثُ، ولا يُقالُ: لَبثَ، إلَّا لمنْ شَأنهُ اللَّبثُ، كالذي يَجثمُ بالمكانِ لا يكادُ ينفَكُّ عنه.

﴿أَحْقَابًا﴾ ظَرفٌ، وهُو جَمعُ حِقْبٍ، وهو الدَّهرُ، ولَم يُرَدْ به عددٌ محصورٌ بل الأبدُ؛ إذ لا يكادُ يُستَعملُ إلَّا حيثُ يُرادُ تَتابعُ الأزمِنة وتَواليها.


(١) في (ب) و (ع) و (ف) و (م): "وقد قرئ"، والمثبت من (ي).
(٢) انظر: "الكشاف" (٤/ ٦٨٨) ونسب القراءة لابن يعمر، وزاد في "البحر" (٢١/ ١٩٠): أبا عمرو المِنْقَريَّ، وعزاها ابن خالويه في "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٦٧) لأبي معمر، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ٤٢٥) لأبي معمر المنقري، وقد يكون مرد هذه القراءة عند الكل واحدا، وهو المنقري الذي لعله يكنى بأبي عمرو وأبي معمر، وتصحف على الزمخشري إلى: (ابن يعمر). وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (١٠/ ٦٢٢)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (١/ ٤٣٩)، وغيرها من مصادر الترجمة.
(٣) قراءة حمزة، وباقي السبعة بالألف. انظر: "التيسير" (ص: ٢١٩).