للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بلفظه كما هو معجِزٌ بمعناه، فإنْ زعمتم أنَّ بشرًا يعلِّمه معناه، فكيف يعلِّمه (١) هذا الكلامَ الذي بذَّ كلَّ كلامٍ عربيٍّ في البيان والفصاحة، وهو أعجمي؟!

وطعنُهم في القرآن بأمثال هذه الكلمات الرَّكيكة دليل على غاية عجزهم.

* * *

(١٥٤) - ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾؛ أي: الذين يعلمُ اللهُ منهم أنَّهم لا يؤمنون بها؛ أي: لا يصدِّقون أنَّها مِن عند الله تعالى.

﴿لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ﴾ إلى الحقِّ، أو إلى (٢) طريق النَّجاة في الدُّنيا.

﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ في الآخرة.

هدَّدهم على كفرهم بالقرآن بعدما أماطَ شبهتهم ورَدَّ طعنهم فيه، ثمَّ قلب الأمر عليهم فقال:

(١٠٥) - ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾.

﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ لأنَّهم لا يخافون عقابًا يردعهم عنه.

﴿وَأُولَئِكَ﴾ إشارة إلى الذين كفروا، أو إلى قريش.

﴿هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ بالحقيقة، الكاملون في التكَذيب؛ لأنَّ التَّكذيب بآيات الله


(١) في (ف): "يعلم ".
(٢) في (ف) و (ك): "وإلى".