للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هو أعظم الكذب، أو: الذين عادتهم الكذب لا يبالون به في كلِّ شيء؛ إذ لا تردعهم (١) عنه مروءة ولا دين، أو: الكاذبون في قولهم: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ﴾ إلخ.

* * *

(١٠٦) - ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ﴾ بدلٌ من ﴿الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ وما بينهما اعتراض، أو من ﴿وَأُولَئِكَ﴾، أو من ﴿الْكَاذِبُونَ﴾، أو مبتدأ خبره محذوف دلَّ عليه قوله: ﴿فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ﴾، أو منتصبٌ بالذَّم، أو مرتفعٌ على خبرِ مبتدأ مضمَرٍ على الذَّم، أو ﴿مِنَ﴾ شرطيَّة محذوفةُ الجواب، دلَّ عليه:

﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ﴾ على الافتراء، أو كلمةِ الكفر، استثناءٌ متَّصل؛ لأنَّ الكفر لغةً يعمُّ القول والعقد، كالإيمان.

﴿وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ لم تتغيَّر عقيدتُه، جملةٌ حاليَّة، ولا دلالة فيه على انحصار الإيمان في التَّصديق القلبي.

﴿وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ﴾؛ أي: وسَّعه لقبول (٢) الكفر، مجازٌ عن الرِّضا وطيب الخاطر.

﴿فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ﴾ و التَّنكير للتَّعظيم، وقوله:

﴿مِنَ اللَّهِ﴾ (٣) لأن الغضب من العظيم عظيمٌ.


(١) في (ف) و (م): "يدعهم".
(٢) في (م): "بقول".
(٣) في (م) زيادة: "لرتبته".