للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو جواب ﴿وَإِذَا﴾، ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾ اعتراضٌ لتوبيخ الكفَّار على قولهم، والتَّنبيهِ على فساد سندهم (١)، ويجوز أن يكون حالًا.

﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿بَلْ﴾ إضراب عن الافتراء الذي نسبوه إليه، وما بعده تأكيدٌ للاعتراض (٢) والتَّوبيخ بأنَّهم جاهلون بحكمةِ الأحكام، لا يميِّزون بينَ الخطأ والصَّواب.

وإنما قال: ﴿أَكْثَرُهُمْ﴾؛ لأنَّ منهم مَن يعلمها لكن ينكرها عنادًا.

* * *

(١٥٢) - ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾.

﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ﴾؛ يعني: جبريل؛ أي: الرُّوح المطهَّر من ألواثِ البشريَّة، وإضافةُ الرُّوح إلى القدُس - وهو الطُّهر - كإضافة حاتم إلى الجود في قولهم: حاتم الجود (٣)؛ للمبالغة في ذلك الوصف، كأنَّه طبع منه.

وفي ﴿يُنَزِّلُ﴾ و ﴿نَزَّلَهُ﴾ من معنى التدريج في الإنزال على حسب المصالح ما يُشعر بأن التَّبديل إنَّما هو لرعاية المصالح التي فأتت لو أُنْزِلَتْ دفعةً.

﴿مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ﴾ ملتبِسًا بالحكمة.

﴿لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ باعتقادِ أنَّه الحقُّ من ربهم، فإنَّهم إذا لم يتشوَّش


(١) في (م): "مسندهم".
(٢) في (ف): "للإعراض".
(٣) "في قولهم حاتم الجود" من (م).