للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولما ذكرها عقَّبها بسلب (١) سلطانه، لئلا يُتوهَّم أنَّ له سلطةً (٢) عليهم:

(١٠٠) - ﴿إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾.

﴿إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ﴾: على مَن يتولَّاه ويطيعه دون غيره.

﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ﴾: بالله تعالى، أو بسبب الشَّيطان ﴿مُشْرِكُونَ﴾ لأنَّه هو الذي حملهم على الإشراك بالله.

* * *

(١٠١) - ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ﴾: نسخنا آيةً بآيةٍ، فجعلنا النَّاسخة مكان المنسوخة لفظًا أو حكمًا.

﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾ في باب المصالح، فإنَّ الشَّرع صلاح حال العباد بحسب المعاش والمعاد، وما يكون مصلحةً في وقت يصير مفسدةً في وقت آخر وبالعكس، والله أعلم بمصالح الجمهور منهم، فينزِّل في كلِّ وقت ما هو صلاح ذلك الوقت، وينسخُ به ما كان صلاحَ الوقت الماضي، وقد تغيَّر في الوقت الآتي إلى مفسدةٍ، فوجدوا مدخلًا للطَّعن لجهلهم بحكمة النَّسخ.

﴿قَالُوا﴾؛ أي: الكفرة: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ﴾ متقوِّلٌ على الله، تأمر بشيء، ثم يبدو لك فتنهى عنه، نسبوا إليه الافتراء بأنواع من المبالغة والتَّغليظ، وهي الحصر والخطاب، واسمِ الفاعل الدَّالِّ على الثُّبوت والاستقرار.


(١) في (ك) و (م): "بسبب".
(٢) في (ك) و (م): "سلطنة".