للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ركعة بناء على أن الحكم المترتب على الشَّرط يتكرَّر بتكرُّره؛ لأنَّ ما يقع في خلال الصَّلاة من القراءات في حكم قراءة واحدة، ولهذا لا تُستَحبُّ الحمدلة والبسملة عند الشروع لكلِّ فعلٍ من أفعال الصلاة.

قيل: تعقيبه لذكر العمل الصالح والوعدِ عليه إيذانٌ بأن الاستعاذة عند القراءة من هذا القَبيل.

ولا يذهبْ عليك أن الأمر الاستحبابي أغنى عن هذا الإيذان.

والأولى أن يقوله: (أستعيذُ بالله) ليوافق القرآن، ويقرُبُ منه: (أعوذ بالله) كذا قالوا، ويردُّه ما رُوِيَ عن ابن مسعود أنه قال: قرأت على رسول الله فقلت: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، فقال: "قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبريل ، عن القلم، عن اللَّوح المحفوظ" (١).

* * *

(٩٩) - ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾.

﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ﴾: تسلُّطٌ وولاية ﴿عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ فإنَّهم لا يطيعون أوامره، ولا يقبلون وَساوِسَه إلَّا فيما يحتقِرون على ندور (٢) وغفلة، ولذلك أمروا بالاستعاذة.


(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٦/ ٤١) مسلسلًا، وعنه تلميذه الواحدي في "الوسيط " (٣/ ٨٣ - ٨٤). وقد ورد جواز الاستعاذة بلفظ: (أعوذ باللّه السميع العليم) في حديثي أبي سعيد وعائشة عند أبي داود (٧٧٥) و (٧٨٥). وحديث معقل بن يسار عند الترمذي (٢٩٢٢).
(٢) في "على ندور" سقط من (ف) و (ك).